ينصح
العديد من الأطباء بتناول منتجات الحليب ومشتقاتها من الأجبان والزبادي وغيرها،
وذلك لأنها تحسن من عملية التمثيل الغذائي، والتي يرتبط سوءها بزيادة مخاطر
الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب والأسباب المؤدية إلى الوفاة المبكرة.
وقد أظهرت دراسة طبية حديثة أجراها مجموعة من
الباحثين بجامعة لندن البريطانية على ألفين و375 شخصاً ترواحت أعمارهم مابين 49-59
عاماً، وقد تم تشخيص هذه الظاهرة بوجود حالتين أو أكثر مصابة بإرتفاع مستويات
السكر في الدم، ومستويات الأنسولين ودهون الدم والجسم وضغط الدم.
وتمت متابعة صحة المشاركين حيث استخدمت
الاستبيانات الغذائية اليومية لحساب المقادير المتناولة من الحليب ومنتجات الألبان
والتى كشفت عن أن حوالي شخص واحد من بين سبعة أشخاص مشاركين في الدراسة أي ما
يعادل 15% يعانون من سوء “التمثيل الغذائي” عند بداية دخولهم وتسجيلهم في الدراسة.
وأكد الباحثون أن فرص تعرض هؤلاء الأشخاص لخطر
الإصابة بأمراض القلب قد تضاعفت وزادت مخاطر
إصابتهم بمرض السكر بمعدل أربعة أضعاف، وكانت فرصهم للموت المبكر أكثر بنسبة 50%
عن غيرهم من الأشخاص، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وأوضحوا أن المشاركين الذين داوموا على تناول
الحليب ومشتقاته بصورة منتظمة هم أقل عرضة للإصابة بسوء التمثيل الغذائي بنسبة
62%، وذلك عند تناولهم لكوب من الحليب أو أكثر في اليوم وأقل عرضة للإصابة بها
بمعدل 56% إذا تناولوا بانتظام منتجات ألبان أخرى، وكلما استهلك الرجال منتجات
ألبان أكثر كلما قلت معدلات إصابتهم.
الزبادي يقوي المناعة:
أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الزبادي يزيد المناعة ويقوي الجهاز الهضمي
والدورة الدموية وله فائدة غذائية قيمة في شهر رمضان لإحتوائه علي فيتامينات “
أ, ب, جـ, د” ومواد بروتينية عاليه القيمة إلى جانب الأملاح المعدنية.
وأكد الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال
وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الزبادي واللبن الرايب والفول
النابت والحلبة المبرعمة والخرشوف والكرات والبصل والردة، هذه الأنواع من
الأغذية المعروفة بفائدتها للجهاز الهضمي ولصحة الجسم بصفة عامة, خاصةً الأطفال تساعد علي تنشيط
البكتيريا النافعة الموجودة بالأمعاء وتسهل نموها وتكاثرها, هذه البكتيريا
النافعة هي صاحبة الفضل في تقليل فترات الاسهال ومضاعفاته.
وتساعد هذه البكتيريا على علاج حساسية الطعام
ومنع تسلل المواد المسببة للحساسية من الأمعاء الي الدم, وبذلك تساعد علي
الإقلال من نوبات الحساسية وتقي الطفل من الربو وتساعد الجسم علي التخلص من السموم كما تمنع الطعام من
التعفن في الأمعاء بالإضافة لمساعدتها للجسم علي إنتاج فيتامين “ك” وعلي تنشيط
الجهاز المناعي, خاصةً عند الرضع وكذلك فمن المعروض علمياً أن قلة البكتيريا
النافعة تؤدي الى حدوث ربو شعبي وأعراض الحساسية.
ويضيف دكتور مجدي بدران أنه من الشائع أن
المضادات الحيوية تعالج الإلتهابات وهذا اعتقاد خاطئ فالمعلومة الصحيحة هى أن
المضادات الحيوية تقتل البكتريا فقط بنوعيها المفيد والضار مما يسبب مشكلات صحية
خطيرة.
يذكر أن البكتيريا الحلزونية التي توجد في
الأمعاء اكتشف الأطباء أنها تلعب دوراً حيوياً في مقاومة الربو ومع ذلك قلت بصورة
كبيرة في جسم الإنسان بسبب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية وقد أعلن العلماء
أن الأطفال من سن3 إلي15 عاما تقل عندهم فرصة الاصابة بالربو بنسبة59%, إذا
كانت البكتيريا الحلزونية في أمعائهم تتمتع بصحة ونشاط جيدين.
وينشط الجهاز الهضمي:
وفي هذا الصدد، أشارت الدكتورة سامية الحفناوي
إخصائية التغذية، إلى أن
الزبادي يقوي الجسم علي الصيام، لأنه يزوده بالبروتين وأيضاً ببعض الدهون
ومجموعة من المعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم, كما يساعد علي إنتاج
مادة “الانثرفيرون” المضادة للفيروسات وأمراض الكبد، فضلاً عن إحتوائه على ما لا
يقل عن سبع مواد لها تأثيرات المضادات الحيوية المعروفة من حيث الفعالية ضد
الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي.
وأضافت الدكتورة الحفناوي أن الزبادي مهدئ
للأعصاب ويعالج الأرق وأيضاً المغص ويؤخر ظهور الشيخوخة، لأنه يعمل علي زيادة
مقاومة الجسم وعدم الاصابة بالحميات والأمراض المعدية وابادة الميكروبات الضارة
بالقناة الهضمية, وذلك باقامة خط دفاعي يؤدي إلى وقف عملية ترسب الكوليسترول علي
جدران الشرايين خاصة التي تغذي القلب والمخ.
وتنصح
الدكتورة سامية بتناول الزبادي في السحور لقيمته الغذائية ولإحتوائه على مواد
دهنية تسهل الهضم, كما أنه يقضي علي البكتيريا الضارة بالجسم، ويمنع الاجهاد
والتعب ويقاوم الجوع في رمضان.
وقد ثبت أن سكر اللاكتوز الموجود في لبن
الزبادي الذي يتحلل في المعدة إلى جلوكوز يمد الجسم بالطاقة وينشط المخ ويزيد
القدرة على التركيز, ومن خلال دراسة أجراها مجموعة الباحثين السويديين تبين أن
تناول الطفل كوبا من الزبادي يومياً يرفع قدرته على التحصيل الدراسي.
ويقضي على الكرش:
كشفت الدكتورة شيرين اسماعيل الباحثة بقسم
الميكروبيولوجيا والمناعة بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن تناول منتجات الألبان
وخاصةً الزبادي يحد من تكون الدهون في منطقة البطن والمعروفة باسم “الكرش“.
وأكدت دكتورة شيرين بحسب ما أوردته صحيفة
“الأهرام” المصرية، أن تناول الزبادي 3 مرات أسبوعياً يساعد على التخلص من دهون البطن
أو “الكرش” وذلك لإحتوائه على سلالات بكتيريا “الالكتوباسيلس أو بيفدوبكتيريم”
المعوية المفيدة.
وأفادت شيرين بأن تناول الزبادي الخالي الدسم
بانتظام يؤدي إلى فقدان الوزن بمعدل أكبر مما يفقده من يتبعون نظام غذائي منخفض
السعرات، مشيرة إلى أن الباحثون اكتشفوا من قبل أن الزبادي يحتوي على أكثر من
4001 حمض دهني تحمي الجسم من السرطان وأمراض القلب والجهاز الدوري.
وأكدت بعض الدراسات أن تناول الزبادي مع نظام
غذائي متكامل يعتمد على تقليل النشويات والسكريات والدهون يؤدي إلى فقدان أكثر من
80% من دهون منطقة البطن, ويخفض 22% من الوزن, و61% من دهون الجسم إجمالاً
خلال 12 أسبوعاً، وذلك لقدرة الزبادي على حرق الدهون.
ويعالج مشاكل القولون:
أوضح الدكتور طارق رضا استشارى التغذية على
ضرورة تناول الزبادى بكثرة لأن البكتريا الموجودة بالزبادى تعمل على راحة القولون
، مشيراً إلى ضرورة تقسيم الوجبات إلى أربع أو خمس وجبات صغيرة.
ونصح الدكتور رضا الذين يعانون من قلة
الأنزيمات الهاضمة بأخذ إحدى المستخلصات أو الانزيمات الهاضمة فى وسط الوجبات
لتسهيل عملية الهضم وبخاصة الوجبات الدسمة.
وأوصى مرضى القولون بنزع قشور البقوليات لأنها
أكثر شىء يزعج القولون بما تسببه من انتفاخات وغازات.
وأخيراً.. يحمي أسنانك من التسوس:
كما أكدت دراسة مهمة بالمركز القومي للبحوث التأثير
الفعال لبعض منتجات الألبان المحتوية على البكتريا النافعة، مثل الزبادي واللبن
الرايب في القضاء علي تسوس الأسنان وبعض التهابات اللثة.
وفي هذا الصدد، أشارت الدكتورة نايرة شاكر
أستاذ ميكروبيولوجي الأغذية بالمركز وأحد أعضاء الفريق البحثي الذي يضم كلا من الدكاترة
محمد أبو اليزيد ومحمد زعزوع وبلال صالح بقسم طب الأسنان ـ أخذ عينة من طبقة
البلاك الموجودة على الأسنان من فم مريض لديه نسبة تسوس عالية, وتمت زراعة هذه
العينة وعزل كل من البكتريا العنقودية المتحورة المسببة لتسوس الأسنان والبكتريا
المسببة لأمراض اللثة وتحديد العدد البكتيري لها.
ثم تمت إضافة نوع من أنواع البكتريا الحيوية
وتسمي “اللاكتوباسيلس رامنسوس” وهى إحدي سلالات بكتريا البروبايوتيك لمنتجات
الألبان، مثل الزبادي واللبن الرايب واللبنة, وقد وجد أن لهذه البكتريا النافعة
تأثيراً مثبطاً وقاتلاً للبكتريا المرضية المسببة لتسوس الأسنان وأمراض اللثة.
وأظهرت نتائج البحث أن إضافة البكتريا النافعة
للعينة المأخوذة من فم مريض بالتسوس أحدثت تناقصاً إحصائياً في العدد البكتيري
للبكتريا العنقودية المتحورة المسببة لتسوس الأسنان، وكذلك البكتريا المسببة لأمراض اللثة وذلك بعد 48 ساعة,
ويرجع ذلك إلى أن البكتريا النافعة تقلل التصاق وتراكم البكتريا المسببة لتسوس
الأسنان مما يمنع تخمرها وإفرازها للأحماض الضارة التي تسبب تآكل في سطح المينا
وهو الطبقة الواقية للأسنان وتحميها من التسوس.
ويشير الدكتور أبو اليزيد إلى أن القضاء علي
البكتريا المرضية مهم أيضاً لحماية الأسنان والضروس من التخلخل والسقوط لأنه
بتراكم فضلات الطعام بالفم تتواجد هذه البكتريا وتتوغل داخل الأسنان حتى تصل إلى
العصب وتسبب فقدان الضروس والأسنان, كما تسبب أيضاً الأحماض التي تفرزها البكتريا
المرضية بالفم التهابات اللثة.
المصدر:مجلة محيط