ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق
السراج في تاريخه بسنده إلى ابن عباس قال كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل
الكلام ، ما هو ؟
والثاني والثالث والرابع ؟
وكتب يسأله عن أكرم الخلق على الله ؟
وأكرم الإماء على الله ؟
وعن أربع من الخلق لم يركضوا في رحم ؟
ويسأله عن قبر سار
بصاحبه ؟
وعن المجرة وعن القوس ، وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبل ذلك ولا
بعده ؟
فلما قرأ معاوية الكتاب ، قال أخزاه الله وما علمي بما ههنا ؟ فقيل له اكتب
إلى ابن عباس فسله ، فكتب إليه يسأله ، فكتب إليه ابن عباس أن أفضل الكلام لا إلـه
إلا الله ، كلمة الإخلاص ، لا يقبل عمل إلا بها ، والتي تليها سبحان الله وبحمده ،
أحب الكلام إلى الله ، والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر ، والتي تليها الله أكبر
فاتحة الصلوات والركوع والسجود ، وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام ، وأكرم
الإماء على الله مريم ، وأما الأربعة التي لم يركضوا في رحم : فآدم وحواء والكبش
الذي فدى به إسماعيل ، وعصا موسى حيث ألقاها فصارت ثعبانا مبينا ( لم يقع ذكر ناقة
صالح !!!) ، وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس ، وأما المجرة فباب
السماء ، وأما القوس (قزح) فإنها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح ، وأما
المكان الذي طلعت فيه الشمس ولم تطلع قبله ولا بعده : فالمكان الذي انفرج من البحر
لبني إسرائيل.
فلما قدم عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم ، فقال لقد علمت أن معاوية
لم يكن له بها علم ، وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة ، التمهيد لابـن عبد
البر .