"المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون"، "الحشر/ 23" .
"قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين "، "القلم /29" .
"سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا "، "البقرة/32" .
"ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار "، "آل عمران/191 " .
"قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق "، "المائدة/116 " .
"فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين "، "الأعراف143 " .
"دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام "، "يونس/10 " .
"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين "، "الأنبياء/87" .
ومن آيات التسبيح التي تشجب الشرك بالله ووصفه بما لا يليق بقدرته وعظمته :
"ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم "، "النور/16" .
"قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء "، "الفرقان/18" .
"قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم "، " سبأ/41 " .
"وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه "، " البقرة/116"، " سبحانه أن يكون له ولد وله ما في السموات وما في الأرض"، " النساء/171 " .
"سبحانه وتعالى عما يصفون "، " الأنعام/10"، " لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"، " يونس/18 " .
"قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني "، "يونس/68 " .
"أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون "، "النحل/1 " .
"ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون"، "النحل/57 " .
"سبحانه وتعالى عما يقولون علو كبيرا "، " الإسراء/43 " .
"ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه "، "مريم/35 " .
"وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه، بل عباد مكرمون "، "الأنبياء/26"، " سبحانه وتعالى عما يشركون "، "الروم/40 " .
"لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء، سبحانه "، "الزمر/4 " .
"والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون "،" الزمر/76 " .
وبعد أن قدمنا بهذا الآيات القرآنية الكريمة لموضوع التسبيح، نقوم باجتهاد لتفسير ظاهرة التسبيح من وجهة نظر العلم الحديث " وللمجتهد إذا أصاب أجران وإن أخطأ فله أجر واحد "، فقد كتب الأستاذ الدكتور عبد الغني عوض" أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة عين شمس"، في بحث له في مؤتمر " التوجيه الإسلامي للعلوم، عام 1992، تحت عنوان: " تفسير علمي لأحد مظاهر التسبيح في الجوامد "، أي الجوامد المتبلورة، مثل بللورات عنصر التنجستين الرقيقة جدا، تتكون من ذرات موزعة بانتظام في جميع الاتجاهات على شكل وحدات بنائية دقيقة مكونة من ذرات وجزيئات، وتقوم هذه الوحدات بعمل اهتزازات.
وحيث أن موجات الصوت تنشأ من اهتزاز الأجسام، فإن تلك الاهتزازات هي موجات صوتية ذات ترددات مختلفة.وطبقا لنظريات ميكانيكا الكم، والميكانيكا الموجية، فإن هذه الموجات تتجمع وتتراكب على هيئة كمات من الطاقة الاهتزازية، وكأنها جسيمات اهتزازية و" فوتونات ضوئية" تتذبذب بمقدار مليار ذبذبة في الثانية الواحدة.
وهي ظاهرة في جميع الجوامد، ولكل عنصر من العناصر ذبذبة مختلفة تميزه عن باقي العناصر، وتحدث تلك الاهتزازات بصفة دائمة لا تنقطع أبدا، وعند جميع درجات الحرارة. وتلك الحركات والاهتزازات هي من معجزات الخلق، إذ لا يوجد قوة يحركها سوى قدرة الله عز وجل.
وبذا يمكن القول بأن للجوامد – والتي تدخل في تركيب جميع المخلوقات، سواء كانت جمادات أو أحياء- لغة يمكن اعتبارها إحدى مظاهر التسبيح الفطري للجوامد.
ويمكن إدراك أصوات الذبذبات عن طريق حاسة السمع، إذا وقعت درجة ذبذباتها في حدود مقدرة السمع عند الإنسان، ولكننا لا ندركها لمحدودية مدى ما نسمعه من ترددات للصوت حيث أننا محجوبون بحواسنا الضعيفة فلا نحس بكل ما يجري من حولنا في الكون إلا القليل جدا منه.
فهناك على سبيل المثال أنواع من الحيوانات تستطيع الإحساس بالزلازل حال حدوثها وقبل أن تصل إلى إحساس الإنسان، وهنا يأتي قوله تعالى: "ولكن لا تفقهون تسبيحهم" ولكن من اصطفاه الله عز وجل من الناس ووهبه حدا أكبر من الشفافية يستطيع أن يرى ما لا يرى غيره ويسمع ما لا يسمع غيره. فقد كان لزرقاء اليمامة موهبة منحها الله لها في قوة الإبصار لم تعط لغيرها، وقد قيل إن على بن أبي طالب – كرم الله وجه – كان يسمع تسبيح الحصى في يد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبذا يمكننا القول : إن التسبيح ليس بالضرورة صوت أو حركة صادرة من ذرات أو جزيئات المادة، ولكنه يمكن أن يكون أيضا تلك الحركة التي أودعها الله تعالى في جميع مخلوقاته دون استثناء من جماد وأحياء، وبدءا من ذرات العناصر المختلفة، وهي أساس بناء جميع المخلوقات، نجد أن ذرة الإيدروجين " وهي أبسط العناصر " – تتكون من نواة تحتوي بروتونا واحدا موجب الكهربية يدور حوله إلكترون واحد يحمل شحنة سالبة لها نفس القدر من الكهربية و يدور الإلكترون - بقدرة من الله – في مدار ثابت حول البروتون. ويظل الإلكترون ثابتا في مجاله ودورانه بقوة الطرد المركزي التي تتعادل تماما مع قوة الجذب بين البروتون " موجب الكهربية " و الإلكترون " سالب الكهربية " .
ومن المثير حقا أن تبين للعلماء أن الإلكترون في أي عنصر من العناصر – التي خلقها الله تعالى وهي أساس خلق جميع المخلوقات دون استثناء – يدور في مجاله الثابت بمعدل 6,5 تراليون دورة في الثانية الواحدة !!! "6500000000000000"، وهي سرعة لا يمكن أن يستوعبها العقل البشري.
فإذا كانت جميع المخلوقات، من جماد أو أحياء، مكونة أصلا من جزيئات متباينة التركيب، وتحتوي ذراتها على إلكترونات لها نفس الطبيعة والخواص، وتدور في حركة دائمة، فهذا يعني في المقام الأول أن الخالق إله واحد.
وتتدرج أنواع الحركة الإجمالية لذرات العناصر والمركبات وتصل إلى حركة ظاهرة أو بطيئة، كما يحدث في النباتات، ولكن أمكن تصويرها بالتصوير البطيء.
ثم تصل إلى الحركة الظاهرة في الحيوانات على النحو الذي نراه، فالطيور تهاجر، بالغريزة التي أودعها الله فيها، من المناطق المختلفة في العالم إلى مناطق أخرى، سواء لتغير الفصول أو للتكاثر، وقد تقطع آلاف الكيلومترات دون توقف، وبعض الفراشات تطير من أمريكا الجنوبية إلى أيسلندا قاطعة أكثر من ستة آلاف كيلو متر دون توقف – وبمقدرة من الله وحده – دون أن تحط للتزود بالماء أو الغذاء.
وبذا فإن كل ما يصدر من المخلوقات من حركة أو صوت هو نوع من التسبيح، وفي نفس الوقت يدعونا إلى التسبيح الله . وقد جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة فأهلكت أمة تسبح الله "، ويدلنا هذا الحديث الكريم على الحركة التي تمارسها جميع المخلوقات الحية في العمل في طاقة الله، والسعي وراء الرزق لهي من مظاهر التسبيح لله، وهي شكل من أشكال عبادته …
وما كان الإنسان " بكل ما آتاه الله من ذكاء ورجاحة عقل " ليستطيع أن يخلق ذرة واحدة من ذرات العناصر بمكوناتها من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات تدور في سرعة مذهلة وبدقة متناهية لا يستطيع العقل البشري، أن يفقه كيفية أدائها، وإن الإنسان قد استخدم العقل الذي وهبه الله إياه في تصنيع الطائرات العملاقة والصواريخ ومراكب الفضاء فإنه ليس بقادر على تصنيع حشرة ضئيلة الحجم آتاها الله المقدرة على الطيران آلاف الكيلومترات.
علما بأن الإنسان يستخدم في صناعاته ومخترعاته ما أنعم به الله عليه من عناصر لا يمكن للإنسان تخليقها.
وبناء على ما تقدم، نجد أن الحركة التي أودعها الله عز وجل في جميع مخلوقاته على الإطلاق تعبر تعبيرا صادقا عن التسبيح لخالقها، في قوله تعالى: " وإن شيء إلا يسبح بحمده " .
وأختتم حديثي بما جاء في الذكر الحكيم : " وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولوا الألباب "، " آل عمران/7،8"، والله يهدينا سواء السبيل.
أ.د / علي علي المرسي أستاذ متفرغ بكلية العلوم – جامعة القاهرة ، ورئيس مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي، وعضو المجمع العلمي المصري