قال
الله تعالى:” واستغفر لذنبك ” (سورة محمد آية 19)، وقال تعالى: ” واستغفر الله إن
الله كان غفوراً رحيماً ” (سورة النساء آية 106)،وقال ” ومن يعمل سوءاً أو يظلم
نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ” (سورة النساء آية 110).
عن ابن مسعود رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال: أستغفر الله الذي لا اله إلا
هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وان كان قد فر من الزحف)) (رواه أبوداود
1517).
وفي حديث أبى هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز و جل قال: ((أذنب عبدٌ
ذنباً، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك و تعالى:أذنب عبدي ذنباً فعلِم
أن له رباً يغفر الذنب و يأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال :أي ربي اغفر لي ذنبي،
فذكر مثله مرتين و في آخره اعمل ما شئت فقد غفرت لك))(أخرجه مسلم).
من خلال ما سبق يتبين لنا
فائدة الاعتراف بالذنب و الاستغفار منه قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد إذا
اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه) (أخرجاه في الصحيحين).
وان الإنسان لا محالة واقعٌ
في الخطأ والإثم،لذا فمن رحمة الله أن جعل لنا سعة رحمته و غفرانه لئلا نهلِك هماً
وأساً من ذنوبٍ إقترفناها, قال عليه الصلاة و السلام (والذي نفسي بيده لو لم
تذنبوا،لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون و يستغفرون إليه,فيغفر لهم))(الصحيحة 1950).
فالاستغفار أمان للإنسان
يحفظه كما قال عز وجل:” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون ” (سورة الأنفال آية 33)، و إن استغفار العبد المنيب إلى الله هو
بمثابة تجديدٍ لطاقة النفس من براثن الذنوب وثقل تراكمها على النفس , لذا فهي حياة للقلب وحماية له من
أن يصيبه “الران” والقسوة اللذان يصيبان قلوب غير المستغفرين.
إن مما يضيف تأثيراً
ايجابياً للاستغفار عِلمُ العبد أن من ثمرات استغفاره المتاع الحسن و الرزق
الطيب,كما قال عز و جل ” وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً
حسناً إلى اجلٍ مسمى ويؤتِ كل ذي فضل فضله,وإن تولوا فاني أخاف عليكم عذاب يوم
كبير ” (سورة هود آية 03).
وفي وصية النبي هود لقومه حين
قال ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة
إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ” (سورة هود آية 52) .
ووصية نوح عليه السلام لقومه
تفصل لنا كذلك فوائد أخرى للاستغفار حين قال”فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا
يرسل السماء عليكم مدرارا, ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات و يجعل لكم
أنهارا ” (سورة نوح آية10-12).
وهذا عدا تفريج الهموم فقد
روى أبو داوود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا،و من كل همٍ فرجا،ويرزقه من حيث
لا يحتسب)).
وفي الترمذي عن سعد بن أبي
وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن
الحوت لا اله سبحانك إني كنت من الظالمين)،لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا
أستجيب له))، وفي رواية (إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة
أخي يونس)).
ولِعظم فضل الاستغفار أن
النبي عليه الصلاة والسلام كان يُكثر من الاستغفار ولا يتركه على أي حال ,قال
عليه الصلاة والسلام (إنه ليُغان على قلبي،واني لأستغفر الله))(رواه مسلم 2702/42
) وقال (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ))( رواه
البخاري 11/101).