فإن الاطباء والطبائعيين شهدوا منفعة
ذلك ، وحكمته .
وقالوا : في أدمغة الاطفال رطوبة
لو بقيت في أدمغتهم لأحدثت أحداثا عظيمة .
- فالبكاء يسيل ذلك ويحدره من أدمغتهم ، فتقوى
أدمغتهم ، وتصح .
- وأيضا فإن البكاء والعياط يوسع عليه
مجاري النفس .
- ويفتح العروق ويصابها .
- ويقوى الأعصاب وكم للطفل من منفعة
ومصلحة فيما تسمعه من بكائه وصراخه .
- فإذا كانت هذه الحكمة في البكاء الذي
سببه ورود الألم المؤذي وأنت لا تعرفها ، ولا تكاد تخطر ببالك فهكذا إيلام الأطفال فيه وفي أسبابه وعواقبه الحميدة من
الحكم ، ما قد خفي على أكثر الناس . . ."
منقول من كتاب : مفتاح دار السعادة
للعلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى - ( 2 /
12 )