قال تعالى : إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
فهذه أربع صفات وصف الله بها إبراهيم ، وهي :
الصفة الأولى : أنه كان أمة ؛ يعني : قدوة في الخير .
الصفة الثانية : أنه كان قانتاً لله ثابتاً على الطاعة مخلصاً عمله
لله .
الصفة الثالثة : أنه كان حنيفاً ، مقبلاً على الله معرضاً عما سواه .
الصفة الرابعة : أنه لم يك من المشركين ، أي بريء منهم ومن دينهم .
وهذا هو تحقيق التوحيد يكون بهذه الأمور ، وأعظمها البراءة من المشركين فمن تبرأ من
المشركين فهو ممن حقق
التوحيد ، ولو كانوا أقرب الناس إليه ، فإبراهيم
تبرأ من أبيه :
)وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ
لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي
عَنْكَ شَيْئًا (
إلى أن انتهت المحاورة بقوله :
) وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ
بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (
" من ترك
شيئاً لله عوضه الله خيراً منه "؛ لما تبرأ من المشركين عوضه الله ذرية أنبياء .
واليوم جماعات يدعون أنهم دعاة إلى الله لا يتبرءون من المشركين ما داموا على منهجهم الحزبي ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
والواجب على المسلم أن يتقي الله -
سبحانه وتعالى - وإذا كان
يريد أن يدعو إلى الله فليعرف ما هي الدعوة ، وما هي أصول الدعوة ، وما المطلوب من الداعية
وأن يكون على طريقة إبراهيم - عليه السلام - وغيره من
النبيين الذين تبرءوا من المشركين وقاطعوهم بعدما تبرءوا من الشرك وأخلصوا العبادة
لله وحده .
فضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد