يقول الله سبحانه وتعالى:( إنا خلقنا الإنسان من
نطفة أمشاج نبتليه ) [سورة الإنسان]
تظهر أهمية هذه الآية وإعجازها العلمي
الباهر إذا علمنا أن البشرية لم تكن تعلم شيئاً عن النطفة الأمشاج المكونة من نطفة
الرجل وبها الحيوانات المنوية ( أي الحيمنات ) ونطفة المرأة وبها البويضة ( أي
البييضة )، إلا عندما تمكن أحد العلماء في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي من
تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وأثبت أن كلاً من الحيوان المنوي والبويضة يشتركان
في تكوين البويضة المنقحة ( اللاقحة، أي الزيجوت ) ومفتاح الفهم العلمي للآية
القرآنية هو كلمة ( أمشاج ) وهي إشارة علمية دقيقة إلى اختلاط ماء الرجل (
بمكوناته المتعددة ) بماء الأنثى ( بمكوناتها المختلفة ) واتحاد الحيوان المنوي
الموجودة بماء الرجل وماء الأنثى مختلط، وكل هذا الخلط الهائل المكون من مكونات
كثيرة يؤلف ( أمشاجها ) بالجمع لا ( مشيجاً ) بالمفرد .