يقول
الله سبحانه وتعالى:( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلنه نطفة في قرار
مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام
لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ سورة المؤمنون ]
لقد نال خلق الإنسان اهتماماً كبيراً من القرآن
الكريم، وجاءت به إشارات علمية في هذا الموضوع على جانب من الأهمية وهي تمثل حقائق
عن تكوين الجنين وعن أطواره داخل الرحم، لم تكن معروفة إلى وقت قريب، وكانت كل
المعلومات عن تكوين الجنين مغلوطة حتى القرن العشرين ففي القرن السابع عشر
الميلادي كان المعتقد أن الإنسان يخلق خلقاً كاملاً في الحيوان المنوي للرجل على
صورته الإنسانية، أي أنه لا يمر بأطوار في رحم الأم.. وفي القرن الثامن عشر عندما
اكتشف العلماء بويضة المرأة قالوا:إن بويضة المرأة هي التي خلق فيها الإنسان كاملاً..
وأخيراً جاء العلم الحديث ليعطي المعلومات الدقيقة
عن تكوين الجنين ومراحل تطويره والتي جاءت مطابقة لما ورد بآيات القرآن الكريم،
وليعلن على لسان العلماء سبق القرآن وإعجازه العلمي.. والآية القرآنية السابقة
الذكر تشير إلى المراحل البيولوجية لخلق الإنسان منذ أن يكون نطفة إلى أن يصبح
إنساناً كاملاً..
وقد حظيت هذه الآية القرآنية – ونظائرها التي تناولت
خلق الإنسان – باهتمام كبير من جانب كبار علماء الأجنة العالميين – مسلمين وغير
مسلمين – نظراً لما بها من حقائق علمية بارعة جاءت بأدق العبارات والكلمات، وقاموا
بمناقشة الطرح القرآني لموضوع الأجنة من خلال أبحاثهم التي حررها على ضوء تلك
الآية القرآنية، ولم يسعهم إلا أن يعلنوا إعجابهم وتقديرهم بالإشارات العلمية التي
جاءت بها، واعترفوا بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم
وهذا هو واحد من مشاهير علماء الأجنة – الأستاذ
الدكتور / كيث مور – الذي يعتبر
واحداً من أشهر ثمانية في العالم في ذلك العلم، يلقي عدة محاضرات بعنوان "
مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة " كما يقوم بتأليف كتاب دراسي في علم
الأجنة يستخدم فيه الكلمات القرآنية:نطفة – علقة – مضغة – اعترافاً منه بالدقة
العلمية الفائقة لهذه الكلمات.