يعتقد بعض العلماء أن ” الشيخوخة”
ليست قدرا على الانسان ، بل هي مرض يشفي ويعالج . وان الانسان يستطيع أن يمنع أو
على الأقل يبطيء من ظهور الشيخوخة . حتى أن السبعينات سوف تصبح ربيع العمر فعلا ، فيما يصبح الانسان
في سن المائة شابا في قمة نضوجه وقدرته على العطاء . ان هناك وجهين لما يسمي
بالشيخوخة ، و من الأهمية بمكان أ، نعرف الفرق بين هذين الوجهين ، لأن أحدهما يمكن
التحكم فيه بل و أيضا عكس مفعوله ، و لو فعلنا ذلك فلا يوجد سبب بيولوجي يمنعنا من
الحياة حتى سن المائة وعشرين بل وأكثر مع التمتع بالصحة الطيبة .
والجزء غير القابل للسيطرة من عملية الشيخوخة هو ” الساعة
البيولوجية ” الموجودة داخل جينات الجسم . ان تغيرات مثل البلوغ وسن اليأس وصلع
الذكورة هي عمليات مبرمجة في الجينات و لا يمكن السيطرة عليها حتى الآن. ولكن
الناس لا يموتون بسبب هذه العمليات المبرمجة في الجينات ، بل يموتون من السرطان وأمراض
القلب ، وهي أمراض تتسبب فيها بصفة كبيرة ما يسمى بالشوارد الحرة المدمرة . وهذا
هو الجزء الذي يمكن السيطرة عليه في عملية الشيخوخة بل وعكس مفعوله أيضا .
ولقد أظهرت بعض الأبحاث العلمية نتائج مذهلة ، ففي أحد التجارب
التي أجريت في جامعة كنتكي قارن العلماء بين قدرة فئران متقدمة في السن و أخرى
صغيرة السن في اجتياز متاهة معقدة ، وارتكبت الفئران كبيرة السن أخطاء بمقدار
مرتين نصف مقارنة بالأخطاء التي ارتكبتها الفئران الصغيرة لاختبار المتاهة ، ولكن عندما
تم تقديم مضادات الأكسدة للفئران كبيرة السن أصبح لديها القدرة على اجتياز المتاهة
بنفس سرعة الفئران الصغيرة . ان الفئران المتقدمة في السن كان لديها مستويات
منخفضة من كيماويات موجودة في المخ تعرف باسم “موصلات الأعصاب” ، ذلك لأن خلايا
المخ لديهم كانت قد دمرت بواسطة الشوارد الحرة . و عندما تم تعويض ذلك بمضادات
الأكسدة ارتفعت نسب موصلات الأعصاب بصورة ملحوظة بعد عودة الخلايا المدمرة في المخ
الى معدلها الطبيعي .
وطبقا لنتائج الباحثين ، فان التدمير الذي تحدثه الشوارد الحرة
غير مبرمج ، وانما هو عشوائي تتسبب فيه الأغذية الدسمة ، وضغوط الحياة ، والتعاسة
، وعدم ممارسة الرياضة ، والتدخين ، والتلوث والكيماويات ، والعقاقير والكحوليات ،
وغير ذلك من تشكيلة واسعة من الأشياء التي نستطيع أن نغيرها .
وقبل اكتشاف موضوع الشوارد الحرة لم يكن بوسع انسان أن يفعل
شيئا بالنسبة للدمار العشوائي الذي تحدثه . فاعتقد العلماء اننا قد نحمل في
أجسادنا جينات انتحارية أو هرمونات انتحاريا مبرمجة على الانفجار بداخلنا . ولكننا
نعرف الآن أكثر عن ذي قبل ، و نعرف أن كثيرا من الدمار هو نتيجة عمل هذه الشوارد
الحرة .
شباب دائم:
ومع ايماننا التام بأن الأعمار بيد الله ، لكننا نعرف أيضا أن
الله قد جعل لكل شيء سببا . ولقد كان لتقدم العلوم الطبية واتباع البشر لنظم صحية
معتدلة الفضل في اطالة متوسط عمر الانسان الى حد كبير . وقد وجد الأطباء في النقاط
التالية سبيلا للوصول الى هذا الهدف :
1.الإمتناع عن التدخين.
يحتوي دخان السيجارة على سموم تدمر بطريقة مباشرة الحامض
النووي في الخلية مما يؤدي للاصابة بالسرطان . و السجائر هي أكبر مصدر مباشر لمادة
النيتروزامين يمكن أن يتعرض لها الانسان . و هذه المادة – مع مكونات الدخان الأخري
– هى مادة مؤكسدة قوية وأيضا مسببة للسرطان ، وهي تقود الى الاسراع في عملية الشيخوخة
، و الأمراض المرتبطة بها .
2.الإقلال من تناول المأكولات المحفوظة.
قررت بعض الدراسات أن 90% من كل أنواع السرطان التي تصيب
الانسان هي من أصل بيئي ، و أن 30-40% منها تحدثها أنواع من الأطعمة . ان اللحوم
المحفوظة ( السجق ، و
اللانشون و غيرها ) هي أكبر مصادر النيتريت في غذائنا . ومادة النيتريت تقود الى
تكون مادة النيتروزامين في أجسادنا . وعلى سبيل المثال ، فان هنا علاقة هامة بين
النيتروزامين و سرطان المعدة .
3.عدم طهي الطعام حتي التفحم(الشواء).
ان الشواء يمكن أن يحول البروتين و الأحماض الأمينية الى مواد
كيماوية قوية من الممكن أن تؤدي الى تلف الحامض النووي لخلايا جسم الانسان ، مما
يؤدي الى الاصابة بالسرطان
4.إختيار نوعية الطعام.
ان تناول طعام غني بالدهون والبروتينات ، مع اهمال الخضراوات و
الفواكه قد ارتبط بزيادة مخاطر الاصابة بسرطان الثدي ، والرحم ، والبروستاتا ، والقولون
، والبنكرياس ، والكلى . والسبب الرئيسي في ذلك أن هذه الأطعمة قد تحتوي على مصادر
غير كافية من الطاقة ، وقد تسبب تكون كثير من الأكسجين النشط . وبالطبع ، فان
الدهون المشبعة تؤدي الى الاصابة بالسمنة مع كل مخاطرها . ومن ناحية أخرى ، فان
الاهتمام بتناول الخضراوات و الفاكهة قد ارتبط بانخفاض نسب الاصابة بأمراض القلب
المختلفة ، وأيضا أدى الى تحسين نوعية الحياة .
5.عدم تناول الكحوليات :
ان الكحول هو مادة سامة تدمر الكبد وبعض مكونات معظم خلايا
الجسم . وهذا يؤدي الى الاسراع في عملية الشيخوخة ، وزيادة القابلية للتعرض
لكثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة .
6.
استنشاق الهواء النقي قدر الامكان والابتعاد عن الهواء
الملوث :
ان ملوثات الهواء العديدة هي أسباب قوية للاصابة بالسرطان ، وهي تحتوي الى مواد مؤكسدة تتسبب في الاسراع في عملية الشيخوخة .
ان ملوثات الهواء العديدة هي أسباب قوية للاصابة بالسرطان ، وهي تحتوي الى مواد مؤكسدة تتسبب في الاسراع في عملية الشيخوخة .
7.عدم الإسراف في تناول القهوة.
ان تناول القهوة باسراف قد يكون دلالة على زيادة ضغوط الحياة .
وهذه الضغوط قد تؤدي الى اضطراب في التوازن الهرموني الذي قد يؤدي بالتالي الى
اصابة العديد من أعضاء الجسم بالشيخوخة ، هذا بالاضافة الى أن القهوة تمهد لاصابة المعدة
بالالتهاب المزمن و بالتالي الى الاصابة بالقرحة . وهذا الالتهاب المزمن يؤدي الى
افراز مواد ترفع من مخاطر اصابة القلب بالأمراض . ومن ناحية أخرى ، فان الشاي
الأخضر له تأثيرات مضادة للأكسدة ، ومن ثم فان تناوله يمكن أن يكون مفيدا للصحة .
8.تناول الإسبرين يومياً.
لوحظ أن تعاطي 80 مج من عقار الأسبرين يوميا قد أدي الى انخفاض
مخاطر الاصابة بالقلب بطريقة ملحوظة . و هذه الفائدة يمكن ارجاعها الى التأثير
المانع للتجلط للاسبرين . ان الالتهاب المزمن يمكن أن يلعب دورا في احداث أمراض القلب
– كما أسلفنا في النقطة السابقة – ولهذا ، فان تأثير الاسبرين على الالتهاب يمكن
أن يكون مفيدا في هذا المجال أيضا .
9.الإهتمام بصحة الأسنان.
أثبتت الدراسات الحديثة أن أمراض اللثة المزمنة تقود الى افراز
مواد سامة مسببة للالتهاب ، وأيضا بعض أنواع البكتيريا الى مجرى الدم ، مما يؤدي
الى زيادة امكانية تكون صفائح تصلب الشرايين ، مع الاصابة في النهاية بأمراض القلب . وهذه العملية تزيد من احتمالات
الاصابة بالجلطة الدماغية ، وتؤدي الى الاسراع في عملية الشيخوخة .
10.تجنب الإصابة بالإمساك.
ان تفريغ الأمعاء يوميا يقلل من نسب الاصابة بسرطان القولون ،
والتفسير المحتمل هو تقليل فترة التلامس بين الغشاء المبطن للأمعاء ، والمواد المحتمل
تسببها في الاصابة بالسرطان ، والموجودة في فضلات الطعام التي بتخلص منها الجسم .
هذه المواد تؤدي الى التأثير على معدل الشيخوخة أيضا . ولقد دلت الدراسات
الوبائية في الانسان والحيوان أن زيادة تناول الألياف الغذائية يقلل من مخاطر
الاصابة بالسرطانات ، وهذا يتم عن طريق زيادة معدل تفريغ فضلات الجسم .
11.الإمتناع عن العلاقات غير السوية والخمور.
يؤدي هذا الى زيادة مخاطر التعرض للفيروسات مثل فيروس مرض
الايدز ، و أمراض الكبد الوبائية ، وبعض أنواع السرطان مثل الليمفوما. هذه
الفيروسات تدمر الحامض النووي لخلايا الجسم بطريقة مباشرة ، و بالتالي تؤثر على
عملية الشيخوخة اذا كان في العمر بقية .
12.عدم التعرض للشمس لفترات طويلة.
لقد ثبتت العلاقة بين التعرض للشمس وبين الاسراع في عملية
شيخوخة الجلد . ان الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس تدمر مباشرة
الحامض النووي لخلايا الجسم ، لذا فأن التعرض الزائد للشمس يعني تجاعيد أسرع ، و
أيضا زيادة في مخاطر الاصابة بسرطان الجلد المميت ، و خصوصا لذوي البشرة البيضاء . و التعرض الزائد للشمس قد يزيد من
التأثيرات السامة للجسم عموما .
13.التهوية المستمرة للمنزل للتخلص من غاز الرادون.
ان غاز الرادون هو غاز يشع من أنواع مختلفة من الصخور وبخاصة
الجرانيت ، وهذا الغاز هو مسبب قوي للسرطان ، لذا فأنه من المهم للمنازل التي
يكون الجرانيت جزء من مكونات أرضياتها أو حوائطها أن تفتح نوافذها للتهوية اليومية
. ان وجود غاز الرادون في جو المنزل يساوي مخاطر تدخين علبتين من السجائر يوما .
14.الوزن المثالي بالنسبة للطول.
ترتبط زيادة الوزن بالتصرف غير الفعال في طاقة الجسم ، وزيادة
انتاج شوارد الأكسجين الحرة داخل الخلايا ، وهذا يؤدي الى زيادة مخاطر الاصابة بالسرطانات
المختلفة ، وأمراض القلب ، و بالتالي الاسراع في عملية الشيخوخة .
15.الحياة العائلية المستقرة.
لقد ثبت قطعيا أن وجود علاقات قربى حميمة في مجال العائلة الكبيرة والحفاظ على صلة الرحم (وليس فقط في مجال الأسرة الصغيرة من زوجة وأولاد) له تأثير طيب في القدرة على التأقلم مع صعوبات الحياة ومقاومة الضغوط النفسية المختلفة . ومن المعروف أن المصاعب النفسية والضغوط المختلفة لها تأثير ملحوظ في زيادة أمراض القلب و السرطان ، وبقية المخاطر الصحية المؤثرة على الحياة . ولقد أثبتت الدراسات أن المعمرين الذين تخطوا سن المائة كانو يتمتعون بعلاقات عائلية دافئة ومترابطة .
لقد ثبت قطعيا أن وجود علاقات قربى حميمة في مجال العائلة الكبيرة والحفاظ على صلة الرحم (وليس فقط في مجال الأسرة الصغيرة من زوجة وأولاد) له تأثير طيب في القدرة على التأقلم مع صعوبات الحياة ومقاومة الضغوط النفسية المختلفة . ومن المعروف أن المصاعب النفسية والضغوط المختلفة لها تأثير ملحوظ في زيادة أمراض القلب و السرطان ، وبقية المخاطر الصحية المؤثرة على الحياة . ولقد أثبتت الدراسات أن المعمرين الذين تخطوا سن المائة كانو يتمتعون بعلاقات عائلية دافئة ومترابطة .
16.مقاومة الضغوط.
لوحظ أن المعمرين الذين تخطوا سن المائة يتمتعون بقدرة هائلة
على مقاومة الضغوط . وهذه القدرة
مع المساندة العائلية التي يتلقونها و التي يمنحونها لاقاربهم هي وسائل طيبة
للغاية في تقليل ضغوط ومصاعب الحياة
.
17.الإحتفاظ بإيقاع متوازن للحياةاليومية.
ان تخصيص وقت للعمل ، ووقت كاف للنوم ، ووقت للاستمتاع
بالهوايات سيجعل الحياة أكثر بهجة ، مع اعطاء فرصة للحياة والتواصل مع شريك الحياة
والأولاد ، مما يجعل الجميع أكثر سعادة . يجب الحرص على ألا يكون المنزل مكانا لاستكمال
عمل لم ينجز في المكتب .
18.مراعاة التاريخ المرضي للأسرة وتجنب الأمراض المحتملة .
ان اصابة واحد من الوالدين بمرض السكر يعني امكانية اصابة بعض أولادهم بنفس المرض . ومن المعروف أن مرض السكر يسبب بعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل اصابة العين بالمياة البيضاء ( الكتراكت)، و التهاب الأعصاب الطرفية ، و أمراض العيون و القلب ، و بعض المشاكل بالنسبة للأوعية الدموية . ان الرقابة اللصيقة لمستوى السكر في الدم لدي مريض السكر هو خير وقاية من كل هذه المخاطر . كما أن الحرص في تناول السكريات والحلويات قد يحمي الشخص المعرض لمرض السكر من الاصابة الفعلية . أن العلاج المبكر للكوليسترول المرتفع ودهون الدم وممارسة الرياضة بانتظام قد يقي أيضا من أمراض القلب .
ان اصابة واحد من الوالدين بمرض السكر يعني امكانية اصابة بعض أولادهم بنفس المرض . ومن المعروف أن مرض السكر يسبب بعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل اصابة العين بالمياة البيضاء ( الكتراكت)، و التهاب الأعصاب الطرفية ، و أمراض العيون و القلب ، و بعض المشاكل بالنسبة للأوعية الدموية . ان الرقابة اللصيقة لمستوى السكر في الدم لدي مريض السكر هو خير وقاية من كل هذه المخاطر . كما أن الحرص في تناول السكريات والحلويات قد يحمي الشخص المعرض لمرض السكر من الاصابة الفعلية . أن العلاج المبكر للكوليسترول المرتفع ودهون الدم وممارسة الرياضة بانتظام قد يقي أيضا من أمراض القلب .
ومن المهم أن نذكر أن الوراثة تلعب دورا هاما في قدرة الشخص على
التقدم في العمر. فلو كان أي من فرعي أي عائلة مصاب بأمراض مرتبطة بالتقدم في السن
، فان هذا ينعكس على نسل هذه العائلة ، مما يستدعي الاهتمام بالحالة الصحية لأفرادها
و اتباع القواعد الصحية الجيدة لزيادة معدل العمر .
19.ممارسة الرياضة.
ان ممارسة التمرينات الرياضية تؤدي الى تحسين انتاج واستهلاك
الطاقة في الجسم ، مع تقليل امكانية توليد شوارد الأكسجين الحرة المدمرة للحامض
النووي للخلايا ، مما يؤدي الى ابطاء عملية الشيخوخة .
20.تناول مضادات الأكسدة وفيتامين ج(c)وفيتامين ه (e)والسيلينيوم.
ولقد ثبت علميا ان فيتامين هـ هو أفضل مضاد للأكسدة على
الاطلاق ، سواء كان موجودا في الطعام أو كمكمل غذائي . ولقد اظهرت الدراسات
البيئية أنه يقلل من تقدم مرض الزهايمر ، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية . وهو
يؤدي أيضا الى تقوية الجهاز المناعي للجسم . وثبت أيضا أن السيلينيوم يظهر
تأثيرات واضحة في منع الاصابة بمرض السرطان .
*ماهي مضادات الأكسدة وماعملها؟
ان فيتامينات ج و هـ والبيتاكاروتين ومادة السيلينيوم تسمى
بمضادات التأكسد و اضافتها للغذاء بكمية مناسبة يساعد في الحصول على الصحة و
الحيوية والشباب . ان جسمك يقوم
بعمليتي البناء والهدم يوميا ، فأنت تتنفس و تخرج عوادم انهدام أنسجتك فيما تأكل
يوميا ويقوم الجسم ببناء ماتهدم بل و اضافة المزيد . و في سن الطفولة يكون الجسم في حالة
بناء أكثر من الهدم فينمو الطفل ، و في مرحلة الشباب يكون البناء مماثل للهدم ، فيتوقف
النمو ، بينما يكون الهدم أكثر من البناء في مرحلة ما بعد الشباب ، وهنا تحدث
الشيخوخة .
وكل يوم يقوم الجسم بتعويض الأنسجة والخلايا التالفة حتى تستمر
الحياة . والذي يدمر هذه الخلايا والأنسجة هو جزيئات شديدة الفاعلية تسمى “الشوارد
الحرة ” و هذه
العناصر تتكون أثناء العمليات الحيوية في الخلية ، ويتحول 2 % من الأكسجين الذي
نتنفسه الى هذه الشوارد الحرة . كما أن التلوث و التدخين و التعرض للاشعاع
والاصابات هي مصادر معروفة لهذه الشوارد الحرة التي ان تركت بغير سيطرة تستطيع
احداث أضرار جسيمة للخلايا مما يؤثر سلبا على وظائفها . و رغم انك لن تستطيع رؤية تأثير هذه
الشوارد الحرة على أنسجتك فانك تستطيع مقارنة هذا التأثير بالتأكسد الذي يحدث
لتفاحة مقطوعة و متروكة معرضة للهواء اذ تتحول للون البني . ولقد ظهرت دلائل
متزايدة تربط بين هذه الشوارد الحرة و الاصابة بالأمراض المزمنة . و يحاول جسمك
مقاومة هذه الشوارد الحرة عن طريق مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج و هـ والبيتاكاروتين الموجودة في الفواكه والخضروات الطازجة والبقول و المكسرات . لذا
حاول أن تتناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي ستحقق لك الحماية
من كثير من الأمراض .
مضادات التأكسد ودورها في التقليل من مخاطر أمراض القلب
الناتجة عن ضيق أو انسداد الشريان التاجي :
ان الغذاء الغني بالكوليسترول يؤدي الى تصلب الشرايين و
بالتالي الى أمراض القلب الناتجة من ضيق أو انسداد الشريان التاجي المغذي لعضلة
القلب ، واذ ترتفع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم فانه عندما يتعرض
للشوارد الحرة المدمرة يتحول الى مادة سامة ، وهنا تتدخل كريات الدم البيضاء لمقاومتها
مما يؤدي الى بطء سريان الدورة الدموية و بالتالي الى انسداد الشرايين . و لقد وجد
العلماء أن الاقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون مع تناول مضادات التأكسد مثل
فيتامين ج و هـ يقود الى التقليل الى حد كبير من أمراض القلب الناتجة عن ضيق أو
انسداد الشريان التاجي . ومن ثم فان العلماء ينصحون الآن بتناول فيتامين ج و هـ
قبل تناول وجبة غنية بالدهون لمنع التأثيرات الضارة لهذه الدهون على الدورة
الدموية .
الجديد في مجال علاج الشيخوخة :
والجديد في مجال ابطاء الشيخوخة والحفاظ على الشباب لأطول فترة
ممكنة، ماتوصل اليه مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا في العام الماضي ، فقد
تمكنوا من تطوير بعض المكملات الغذائية ، وتمكنوا بواسطتها من اعادة الشباب الى
فئران معملية متقدمة في السن حتى وصفت النتائج بأنها “مذهلة” ، مما ينعش الآمال في
تحقيق نتائج مشابهة في البشر . ولاحظ العلماء أن اضافة نوع من الأحماض الأمينية
الى آخر من الأحماض الدهنية أدي الى استيقاظ الفئران المسنة وكلها حيوية ونشاط ،
كما أصبحت أدمغتها في حال أفضل ، ولوحظ أن حيويتها ونشاطها أصبحتا مماثلة للفئران
الأصغر سنا ، مع تحسن ملحوظ في أداء الذاكرة . وقدر الباحثين أن أثرهذه المواد على
الفئران يشبه عودة انسان عمره 80 عاما الى حالة شخص في منتصف العمر .
وتعمل اجدي المادتين وهي الحمض الأميني على زيادة الطاقة ،
فيما يعمل الحمض الدهني كمضاد للأكسدة ، وهاتين المادتين موجودتان بطريقة طبيعية
في خلايا الجسم . وتعمل المادتان على أعضاء دقيقة في الخلايا تسمى مايتوكوندريا
وهو تمثل محطة توليد الطاقة في الخلية ، وتدهور عملها يؤدي الى ظهور اعراض الشيخوخة
، كما أن الابقاء عليها في حالة طيبة يجعل الخلية أكثر شبابا في كل وظائفها .
وتعمل المادتان المستعملتان في البحث على التخلص من الشوارد الحرة التي تؤدي الى تدمير عمل الخلايا ، وقد لوحظ أن الفئران التي تناولت هاتان المادتان لم تتعرض خلايا الذاكرة بأدمغتها الى تأثير ضار من هذه الشوارد الحرة المدمرة .
وتعمل المادتان المستعملتان في البحث على التخلص من الشوارد الحرة التي تؤدي الى تدمير عمل الخلايا ، وقد لوحظ أن الفئران التي تناولت هاتان المادتان لم تتعرض خلايا الذاكرة بأدمغتها الى تأثير ضار من هذه الشوارد الحرة المدمرة .
وهكذا ، يبدو أن البشرية في طريقها للتخلص من مرض “الشيخوخة”
كما تخلصت من مرض الجدري ، وكما هي في الطريق الى التخلص من مرض “شلل الأطفال” ،
حتى تصبح الشيخوخة جزء من الماضي ، ويصبح الشباب هو الحالة السنية الدائمة للانسان .