||

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الإعجاز العلمي فى السنة النبوية

إسلاميات

الصحة العامة

التغذية السليمة

الصحة النفسية

» » يارسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت ، الجنة والنار مخلوقتان
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم




عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس أنه قال : خسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه ... قالوا يارسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال : إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار ....
يقول ابن عبد البر : فقوله صلى الله عليه وسلم إني رأيت الجنة ورأيت النار فإن الآثار في رؤيته لهما صلى الله عليه وسلم كثيرة وقد رآهما مرارا والله أعلم على ما جاءت به الأحاديث وعند الله عِلمُ رؤيته لهما صلى الله عليه وسلم فيمكن أن يمْثُلا له فينظر إليهما بعيني وجهه كما مَثُل له بيت المقدس حين كذبه الكفار بالإسراء فنظر إليه وجعل يُخبرهم عنه ، وممكن أن يكون ذلك برؤية القلب .
قال الله عز وجل : وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ . واختلف أهل التفسير في ذلك ، فقال مجاهد فرجت له السماوات فنظر إلى ما فيهن حتى انتهى بصره إلى العرش ، وفرجت له الأرضون السبع ، فنظر إلى ما فيهن .
والظاهر في هذا الحديث أنه رأى الجنة والنار رؤية عين والله أعلم ، وتناول من الجنة عنقودا على ما ذكر صلى الله عليه وسلم ويأيد ذلك قوله : فلم أر كاليوم منظرا قط فالظاهر والأغلب أنها رؤية عين ، لأن الرؤية والنظر إذا أُطلقا فحقهما أن يضافا إلى رؤية العين ، إلا بدليل لا يحتمل تأويلا ، وإلا فظاهر الكلام وحقيقته أولى إذا لم يمنع منه مانعُ دليلٍ يجب التسليم له .
وفي الحديث أيضا من ذكر الجنة والنار دليل على أنهما مخلوقتان ، وعلى ذلك جماعة أهل العلم ، وأنهما لا يَـبِيـدان من بين سائر المخلوقات ، وأهل البدع ينكرون ذلك .
وأما قوله في الحديث : رأيناك تكعكعت ، فمعناه عند أهل اللغة : أخنست وتأخرت ، وقال الفقهاء : معناه تقهقرت ، والأمر كله قريب ـ وقال متمم بن نويرة :
ولكنني أمضي على ذاك مقدما ** إذا بعض من لاقى الخطوب تكعكعا
وأما قوله في العنقود : لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، فكما قال صلى الله عليه وسلم . 
قال بعض أهل العلم : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء .
قوله : ( إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ) ظاهره أنها رؤية عين فمنهم من حمله على أن الحجب كشفت له دونها فرآها على حقيقتها وطويت المسافة بينهما حتى أمكنه أن يتناول منها ، وهذا أشبه بظاهر هذا الخبر ، ويؤيده حديث أسماء الماضي في أوائل صفة الصلاة بلفظ دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ومنهم من حمله على أنها مثلت له في الحائط كما تنطبع الصورة في المرآة فرأى جميع ما فيها ، ويؤيده حديث أنس الآتي في التوحيد لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي وفي رواية " لقد مثلت " ولمسلم " لقد صورت " ولا يرد على هذا أن الانطباع إنما هو في الأجسام الثقيلة لأنا نقول هو شرط عادي فيجوز أن تنخرق العادة خصوصا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، لكن هذه قصة أخرى وقعت في صلاة الظهر ولا مانع أن يرى الجنة والنار مرتين بل مرارا على صور مختلفة . وأبعد من قال : إن المراد بالرؤية رؤية العلم . قال القرطبي : لا إحالة في إبقاء هذه الأمور على ظواهرها لا سيما على مذهب أهل السنة في أن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا ، فيرجع إلى أن الله تعالى خلق لنبيه - صلى الله عليه وسلم - إدراكا خاصا به أدرك به الجنة والنار على حقيقتهما . 
قوله : ( ولو أصبته ) في رواية مسلم ولو أخذته ، واستشكل مع قوله " تناولت " وأجيب بحمل التناول على تكلف الأخذ لا حقيقة الأخذ ، وقيل المراد تناولت لنفسي ولو أخذته لكم حكاه الكرماني وليس بجيد وقيل : المراد بقوله : تناولت أي وضعت يدي عليه بحيث كنت قادرا على تحويله لكن لم يقدر لي قطفه ، ولو أصبته أي لو تمكنت من قطفه . ويدل عليه قوله في حديث عقبة بن عامر عند ابن خزيمة " أهوى بيده ليتناول شيئا " وللمصنف في حديث أسماء في أوائل الصلاة " حتى لو اجترأت عليها " وكأنه لم يؤذن له في ذلك فلم يجترئ عليه ، وقيل الإرادة مقدرة ، أي أردت أن أتناول ثم لم أفعل ويؤيده حديث جابر عند مسلم ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ، ثم بدا لي أن آخذ لا أفعل ومثله للمصنف من حديث عائشة كما سيأتي في آخر الصلاة بلفظ حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم ولعبد الرزاق من طريق مرسلة أردت أن آخذ منها قطفا لأريكموه فلم يقدر ولأحمد من حديث جابر فحيل بيني وبينه قال ابن بطال : لم يأخذ العنقود لأنه من طعام الجنة وهو لا يفنى ، والدنيا فانية لا يجوز أن يؤكل فيها ما لا يفنى . وقيل لأنه لو رآه الناس لكان من إيمانهم بالشهادة لا بالغيب فيخشى أن يقع رفع التوبة فلا ينفع نفسا إيمانها . وقيل : لأن الجنة جزاء الأعمال ، والجزاء بها لا يقع إلا في الآخرة .وحكى ابن العربي في " قانون التأويل " عن بعض شيوخه أنه قال : معنى قوله " لأكلتم منه ... " أن يخلق في نفس الآكل مثل الذي أكل دائما بحيث لا يغيب عن ذوقه . وتعقب بأنه رأي فلسفي مبني على أن دار الآخرة لا حقائق لها وإنما هي أمثال ، والحق أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، وإذا قطعت خلقت في الحال ، فلا مانع أن يخلق الله مثل ذلك في الدنيا إذا شاء ، والفرق بين الدارين في وجوب الدوام وجوازه .

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

عالم المجرات والكواكب

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

Twitter Feed Facebook Google Plus Youtube

ثقافة ومعلومات