شهدت حضارة
الإنسان وتطوره التقني في العصر الحديث قفزات , وطفرات, وثورات علمية أحدثت تغييرا,
وتطورا جوهريا في الحياة البشرية , فالأحداث العلمية تتوالي بسرعة مذهلة لا يكاد
يدركها خيال , معلنة عن أسرار هوية الإنسان.
يعد عالم البصمات ميدان له أصوله, وقواعده, وأهدافه, وهو يبحث في قضايا دقيقة وحساسة للتعرف علي المزيد من الأسرار التي يتضمنها الإنسان, وتعلن عن خصوصيته* حيث لا يتشابه اثنان من بين النساء, والرجال, والأطفال الذين يعيشون علي كوكب الأرض, والذين يزيد عددهم علي خمسة مليارات, وينطبق نفس الشيء علي كل أنواع الكائنات الحية, وهذا التنوع الأحيائي اللانهائي الموجود في كل الكائنات الحية إنما يمثل أحد أدلة قدرة الخالق (سبحانه وتعالي), وكل يوم يخرج علينا العلم بما هو جديد ومثير عن هوية الإنسان, مما يؤكد عظمة الخالق (عز وجل), وعجز العلم الحديث بوسائله وعلمائه عن معرفة كل الأسرار التي أودعها الله في خلقه ومخلوقاته.
يعد عالم البصمات ميدان له أصوله, وقواعده, وأهدافه, وهو يبحث في قضايا دقيقة وحساسة للتعرف علي المزيد من الأسرار التي يتضمنها الإنسان, وتعلن عن خصوصيته* حيث لا يتشابه اثنان من بين النساء, والرجال, والأطفال الذين يعيشون علي كوكب الأرض, والذين يزيد عددهم علي خمسة مليارات, وينطبق نفس الشيء علي كل أنواع الكائنات الحية, وهذا التنوع الأحيائي اللانهائي الموجود في كل الكائنات الحية إنما يمثل أحد أدلة قدرة الخالق (سبحانه وتعالي), وكل يوم يخرج علينا العلم بما هو جديد ومثير عن هوية الإنسان, مما يؤكد عظمة الخالق (عز وجل), وعجز العلم الحديث بوسائله وعلمائه عن معرفة كل الأسرار التي أودعها الله في خلقه ومخلوقاته.
1- بصمة البنان :
البنان هو نهاية الإصبع , وقد قال الله تعالي: أيحسب الإنسان ألن
نجمع عظامه ، بلي قادرين علي أن نسوي بنانه (سورة القيامة: 3,4 ), وقد توصل العلم
إلي سر البصمة في القرن التاسع عشر, وبين أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة
الجلد تجاورها منخفضات, وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية, تتمادى هذه
الخطوط, وتتلوى, وتتفرع عنها فروع لتأخذ في النهاية وفي كل شخص شكلا مميزا, وقد
ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم, حتى في التوائم
المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة. ويتم تكوين البنان في الجنين في الشهر
الرابع, وتظل البصمة ثابتة ومميزة له طيلة حياته, ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل
تقاربا ملحوظا, ولكنهما لا تتطابقان أبدا* ولذلك فإن البصمة تعد دليلا قاطعا
ومميزا لشخصية الإنسان, ومعمولا به في كل بلاد العالم, ويعتمد عليها القائمون علي
تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص.وقد يكون هذا هو السر الذي خصص الله تبارك وتعالي من أجله البنان, وفي ذلك يقول العلماء: *لقد ذكر الله البنان ليلفتنا إلي عظيم قدرته* حيث أودع سرا عجيبا في أطراف الأصابع, وهو ما نسميه بالبصمة*.
2- بصمة الرائحة :
لكل إنسان بصمة لرائحته المميزة التي ينفرد بها وحده دون سائر البشر
أجمعين, والآية تدل علي ذلك قال الله (عز وجل) علي لسان يعقوب (عليه السلام): ولما
فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون (سورة يوسف: 94) .إننا نجد في هذه الآية تأكيدا لبصمة رائحة سيدنا يوسف التي تميزه عن كل البشر, وقد استغلت هذه الصفة المميزة, أو البصمة في تتبع آثار أي شخص معين, وذلك باستغلال بعض مخلوقات الله مثل: الكلاب *الوولف* التي تستطيع بعد شم ملابس إنسان معين أن تخرجه من بين آلاف البشر.
3- بصمة الصوت :
يحدث الصوت في الإنسان (المجهور دون المهموس) نتيجة اهتزاز
الأوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة التي تحيط
بها 9 غضاريف صغيرة تشترك جميعها مع الشفاه واللسان والحنجرة لتخرج نبرة صوتية
تميز الإنسان عن غيره, وفي الآية الكريمة قال الله تعالي:" حتى إذا أتوا علي
وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم
لا يشعرون" (النمل: 18), فقد جعل الله بصمة لصوت سيدنا سليمان جعلت النملة
تتعرف عليه وتميزه, كذلك جعل الله لكل إنسان نبرة, أو بصمة صوته المميزة.وقد استغل البحث الجنائي بصمة الصوت في تحقيق شخصية الإنسان المعين حيث يمكنهم تحديد المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة, ويتم ذلك بتحويل رنين صوته إلي ذبذبات مرئية بواسطة جهاز تحليل الصوت *الإسبكتروجراف*, وتستخدمها الآن البنوك في أوروبا حيث يخصص لبعض العملاء خزائن, هذه الخزائن لا تفتح إلا ببصمة الصوت الخاصة بالعميل.
4- بصمة الشفاه :
كما أودع الله بالشفاه سر الجمال أودع فيها كذلك بصمة صاحبها,
ونقصد بالبصمة هنا تلك العضلات القرمزية التي كثيرا ما تغني بها الشعراء وشبهها
الأدباء بثمار الكريز, وقد ثبت أن بصمة الشفاه صفة مميزة, لدرجة أنه لا يتفق فيها
اثنان في العالم, وتؤخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر غير مرئي حيث يضغط
بالجهاز علي شفاه الشخص بعد أن يوضع عليها ورقة من النوع الحساس, فتطبع عليها بصمة
الشفاه, وقد بلغت الدقة في هذا الخصوص إلي إمكانية أخذ بصمة الشفاه حتى من عقب
السيجارة.
5- بصمة الأذن :
يولد الإنسان وينمو وكل ما فيه يتغير إلا بصمة أذنه, فهي البصمة
الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادته وحتى مماته, وتهتم بها بعض الدول.
6- بصمة العين :
للعين بصمة توصلت إليها إحدى الشركات الأمريكية لصناعة الأجهزة
الطبية, والشركة تؤكد أنه لا يوجد عينان متشابهتان في كل شيء حيث يتم أخذ بصمة
العين عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكية العين,
وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط علي زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة
المختزنة في ذاكرة الجهاز, ولا يزيد وقت هذه العملية علي ثانية ونصف.
7- بصمة الجينات :
الجينات التي تنقل الرسالة الوراثية من جيل لآخر, وتوجه نشاط كل
خلية هي عبارة عن جزيئات عملاقة تكون ما يشبه الخيوط الرفيعة المجدولة, تسمي
الحامض النووي الريبوزي المختزل DNA, وتحتوي هذه الرسالة الوراثية علي كل الصفات الوراثية لصاحبها
بداية من لون العينين, حتى أدق التركيبات الموجودة بالجسم.
وحديثا تمكن العالم
إليك جيفرس بجامعة لستر بالمملكة المتحدة من اكتشاف اختلافات في تتابع الشفرة الوراثية,
وقد وجد أن هذه الاختلافات ينفرد بها كل شخص تماما مثل بصمة الإصبع والصوت والعين
وغيرها* لذا أطلق عليها بصمة الجينات, باستثناء نوع نادر من التوائم المتطابقة
الناشئة عن انقسام بويضة مخصبة واحدة, وبحساب نسبة التمييز بين الأشخاص باستخدام
بصمة الجينات, وجد أن هذه النسبة تصل إلي حوالي 1 : 300 مليون, أي أنه من بين كل
300 مليون شخص يوجد شخص واحد فقط يحمل نفس بصمة الجينات, وقد وجد أن بصمة الجينات
تختلف باختلاف الأنماط الجغرافية للجينات في شعوب العالم, فعلي سبيل المثال يختلف
الآسيويون (الجنس الأصفر أو المغولي) عن الأفارقة.
وعلي الرغم من مرور وقت قصير
علي اكتشاف بصمة الجينات, إلا أنها استطاعت عمل تحول سريع في البحث الأكاديمي إلي
العلم التطبيقي, وخصوصا في الحالات التي عجزت وسائل الطب الشرعي التقليدية أن تجد
لها حلا مثل: قضايا إثبات البنوة, والاغتصاب, وجرائم السطو, والتعرف علي ضحايا
الكوارث .
المصدر : مجلة الرسالة