يقول ربنا –تبارك وتعالى – فى
محكم كتابه: {وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (النمل
93).ومن معانى هذه الآيات الكريمة أن آيات الله
فى الكون وفى النفس
الإنسانيى لا تنتهى أبدا,ومنها ما جاء فى كتاب الله الخاتم الذى
أنزله على
خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.وهناك العشرات – إن لم يكن
المئات –من التفاسير للقرآن الكريم , وبقيت شروح الآيات الكونية فى هذا
الكتاب
العزيز تحتاج دوما إلى الإضافة والتجديد؛وذلك
لأن العلوم الكونية لها طبيعة تراكمية ,
فتتوسع باست مرار مع التقدم فى
هذا المجال.والقرآن الكريم يأمرنا فى العديد من آياته
بالنظر والتفكر فى
الأنفس والآفاق , ويكفينا فى ذلك قوله (تعالى): { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا
فِي
الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ
أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت
:53).
فكيف يمكن تفسير الاستمرارية التى تقررها هذه الآية الكريمة إلى
يوم الدين فى تعرف
الإنسان على شئ من أسرار الكون وأسرار ذاته إن لم توظف
كل المعارف العلمية التى
يكتسبها الإنسان فى تحقيق ذلك ؟.والآيات الكونية
فى كتاب الله يتعدى عددها ألف آية
صريحة ,بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة
تقترب دلالتها من الصراحة .وهذه الآيات
الكونية لا يمكن لنا فهمها فهما
كاملا فى إطار اللغة العربية وحدها – على أهمية ذلك
وضرورته – بل لابد من
توظيف الحقائق العلمية الثابتة من أجل تحقيق ذلك .وبعد هذا
الفهم نكتشف سبق
القرآن الكريم بالإشارة إلى العديد من حقائق العلم , وهو ما يعرف
باسم
"الإعجازالعلمى فى القرآن الكريم ".