||

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الإعجاز العلمي فى السنة النبوية

إسلاميات

الصحة العامة

التغذية السليمة

الصحة النفسية

» » سلسلة الجنة : درجات الجنة وأهلها
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم



قال تعالى: (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) .
وقال سبحانه: (لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) .
وقال تعالى: (درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما) .
وقال تعالى: ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله) .
وقال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) .
ومن الذين وضحوا هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: والجنة درجات متفاضلة تفاضلا عظيما، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم.
قال تعالى في سورة الإسراء (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) .
وثبت في صحيح البخاري عن أنس أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هلك حارثة يوم بدر، اصابه سهم غرب، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما اصنع، فقال لها : أجنة واحدة هي ؟ إنها جنان كثيرة ، وإنه في الفردوس الأعلى .
وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم. قالوا يا رسول الله:تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال : بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين). وفي مسند أحمد وسنن الترمذي وابن ماجه وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الدرجات العلى يراهم من هو اسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في افق السماء، وإن ابا بكر وعمر منهم ) .
قال القرطبي: ( واعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو والصفة بحسب اختلاف اصحابها في الأعمال، فبعضها أعلى من بعض وارفع...... وقوله" والذي نفسي بيده رجالا آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " ولم يذكر عملا، ولا شيئا سوى الإيمان والتصديق للمرسلين، ذلك ليعلم أنه عنى الإيمان البالغ وتصديق المرسلين من غير سؤال آية ولا تلجلج، وإلا فكيف تنال تلك الغرفات بالإيمان والتصديق الذي للعامة، ولو كان كذلك كان جميع الموحدين في أعالي الغرفات، وهذا محال ، وقد قال الله تعالى : ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا)، والصبر بذل النفس والثبات له وقوفا بين يديه بالقلوب عبودية وهذه صفة المقربين .
وقال في آية أخرى: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون). فذكر شأن الغرفة وأنها لا تنال بالأموال والأولاد وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح، ثم بين أن لهم جزاء الضعف ، وأن محلهم في الغرفات ، يعلمك أن هذا إيمان طمأنينة وتعلق قلب به مطمئنا به في كل ما نابه، وبجميع أموره وأحكامه فإذا عمل عملا صالحا فلا يخلطه بضده، وهو الفاسد، فلا يكون العمل الصالح الذي لا يشوبه فساد إلا مع إيمان بالغ مطمئن صاحبه بمن آمن وبجميع أموره وأحامه، والمخلط ليس إيمانه وعمله هكذا، فلهذا كانت منزلته دون غيره". وأهل الدرجات العاليات يكونون في نعيم أرقى من الذين دونهم .
فقد ذكر الله أنه أعد للذين يخافونه جنتين (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ووصفهما، ثم قال : (ومن دونهما جنتان) أي دون تلك الجنتين في المقام والمرتبة، ومن تأمل صفات الجنتين اللتين ذكرهما الله آخرا علم أنهما دون الأوليين في الفضل، فالأوليان للمقربين، والأخريان لأصحاب اليمين كما قال ابن عباس وأبو موسى الأشعري، قال القرطبي: (لما وصف الجنتين أشار إلى الفرق بينهما فقال في الأوليين(فيهما عينان تجريان) وقال في الأخريين ( فيهما عينان نضاختان)، أي فوارتان بالماء ولكنهما ليست كالجاريتين لأن النضخ دون الجري، وقال في الأوليين( فيهما من كل فاكهة زوجان) معروف وغريب ، رطب ويابس، فعم ولم يخص، وفي الأخريين قال : (فيهما فاكهة ونخل ورمان)، ولم يقل من كل فاكهة زوجان، وقال في الأوليين ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق) وهو الديباج، وفي الأخريين ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) والعبقري الوشي، ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي، والرفرف كسر الخبا، ولا شك أن الفرش المعدة للإتكاء عليها أفضل من الخبا، وقال في الأوليين في صفة الحور العين ( كأنهن الياقوت والمرجان) وفي الأخريين ( فيهن خيرات حسان) وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان، وقال في الأوليين ( ذواتا افنان ) وفي الأخيرتين ( مدهامتان) أي خضراوان كأنهما من شدة الخضرة سوداوان، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان والأخريين بالخضرة وحدها .
وفي صحيح مسلم والبخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنات عدن) .
أطفال المؤمنين :
أطفال المؤمنين الذين لم يبلغوا الحلم هم في الجنة إن شاء الله تعالى بفضل الله ورحمته ، قال تعالى( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) .
واستدل عليّ بن أبي طالب بقوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ، على أن أطفال المؤمنين في الجنة ، لأنهم لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم. وقد عقد البخاري في صحيحه بابا عنون له بقوله ( باب فضل من مات له ولد فاحتسب ) . وساق فيه حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صى الله عليه وسلم : ( ما من الناس مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ) .
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا يوما ، فوعظهن ، وقال : أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار ، قالت امرأة : واثنان ؟ قال : واثنان ) .
وقد جاءت نصوص صريحة في إدخال ذرية المؤمنين الجنة، فمن ذلك حديث عليّ مرفوعا عند عبدالله بن أحمد في زيادات المسند ( إن المسلمين وأولادهم في الجنة ) .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أحمد في مسنده مرفوعا ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة ) .
وروى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( صغارهم دعاميص الجنة ، يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه ، فيأخذ بثوبه أو قال بيده ، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى أو قال : فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه في الجنة ) .
وروى اإمام أحمد ، وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ذراري المسلمين في الجنة تكفلهم إبراهيم ) .
وروى أبو نعيم في أخبار أصبهان ، والديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أطفال المؤمنين في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة ، حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة ) .
أكثر أهل الجنة :
أكثر من يدخل الجنة الضعفاء الذين لا يأبه الناس لهم ، ولكنهم عند الله عظماء ، لإخباتهم لربهم ، وتذللهم له ، وقيامهم بحق العبودية لله .
روى البخاري ومسلم عن حارثة بن وهب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا: بلى ، قال: كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره ) .
قال النووي في شرحه للحديث ( ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه، لضعف حاله في الدنيا ، والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء ......... وليس المراد الاستيعاب .
وفي الصحيحين ومسند أحمد عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسين غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) .
وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة ، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) .
وتخاصم الرجال والنساء في زمن الصحابة في أكثر أهل الجنة ، هل هم الرجال أم النساء ؟ 
ففي صحيح مسلم عن ابن سيرين قال : اختصم الرجال والنساء أيهم أكثر في الجنة ؟ وفي رواية : إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريرة ، فاحتج أبو هريرة رضي الله عنه على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تلهيا على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ) .
والحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال ، وقد احتج بعضهم على أن الرجال أكثر بحديث (رأيتكن أكثر أهل النار ) ، والجواب أنه لا يلزم من كونهن أكثر أهل النار أن يكن أقل ساكني الجنة كما يقول ابن حجر العسقلاني ، فيكون الجمع بين الحديثين أن النساء أكثر أهل النار وأكثر أهل الجنة ، وبذلك يكن أكثر من الرجال وجودا في الخلق. ويمكن أن يقال : إن حديث أبي هريرة رضي الله عنه يدل على أن نوع النساء في الجنة أكثر سواء كن من نساء الدنيا أو من الحور العين ، والسؤال هو أيهما أكثر في الجنة : رجال الدنيا أم نساؤها ؟ وقد وفق القرطبي بين النصين بأن النساء يكن أكثر أهل النار قبل الشفاعة وخروج عصاة الموحدين من النار ، فإذا خرجوا منها بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين كن أكثر أهل الجنة .
وهناك ما يدل على قلة النساء في الجنة وهو ما رواه أحمد وأبو يعلى عن عمرو بن العاص قال ( بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال : انظروا هل ترون شيئا ؟ فقلنا: نرى غربانا فيها غراب أعصم ، أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان ) .

About sayed kamal

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

عالم المجرات والكواكب

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

Twitter Feed Facebook Google Plus Youtube

ثقافة ومعلومات