كلما
تقدمنا في العمر، تحدث تغيرات كثيرة في كل أنحاء الجسم حيث تأخذ جميع الأعضاء في
الضعف بسبب الشيخوخة التي تطال كل الجسم وتؤثر علي قوة الأداء العضلي والعصبي
وكذلك العظام والجلد..
وينعكس
هذا على الحالة العامة للجهاز البصري الذي يتعرض للضعف مع التقدم في العمرحيث تحدث
صعوبات في القراءة من مسافة قريبة وتصاب العين بأمراض ومتاعب صحية عامة وكثيرة.
لكن التقدم والتطور الكبير الذي تحقق في طب العيون ساعد في تمكين كثير من الناس في
الحفاظ على قدرة جيدة للرؤية الواضحة رغم تقدمهم في السن.
وتشير
حالة قُصُو البصر الشيخوخي (شيخوخة البصر) إلى وصول العين إلى مرحلة الشيخوخة
الطبيعية، وتبدأ هذه الحالة بالظهور على معظم الناس عند بلوغهم سن الأربعين.
وعندما ينظر الشخص إلى شيءٍ قريب منه فغالباً ما تقوم العدسة بتغيير الشكل أو
“التكيُّف” لتركيز الضوء على الشبكيّة، ومع شيخوخة البصر لن يكون بمقدور العدسة
إعادة التشكيل على نحوٍ جيِّد وستكون هناك حاجة للنظارات الطبيّة حتى يمكن رؤية الأشياء
القريبة.
وإذا
أجرى أحد الأشخاص تصحيحا للرؤية بالليزر لمعالجة قصر النظر وكان مصاباً أيضاً
بقُصُوِّ البصر الشَّيخوخِيّ (عمره 40 سنة فأكثر)، فسيكون في هذه الحالة بحاجةٍ
إلى إجراء تصحيح للقراءة، وهي حالة يمكن علاجها عادة من خلال الذهاب إلى متجر بيع
النظارات المكبرة.
قياس شيخوخة البصر:
تقاس
شيخوخة البصر من خلال معيار الانكسار العيني (ديوبتر) بطريقة ثابتة نسبيا لدي جميع
الأفراد: 1 ديوبتر في سن 45 سنة، 50،1 ديوبتر عند سن 50 سنة، 2 ديوبتر عند
55 سنة، 50،2 ديوبتر عند60 سنة 3 ديوبتر بعد 60 سنة.
لذلك
فإننا نصحح البصر لدي المصابين بشيخوخة البصر باستخدام عدسات محدبة كروية لأنها
تتيح الرؤية الصحيحة من مسافة قريبة بدءا من سن 47 عاما ( مقاس العدسة يكون+1)،
ويزيد في بضع خطوات ليصل إلى + 3 عند سن 60 عاما عندما يختفى تكيف العين.
وشيخوخة
البصر هي نوع من الخلل البصري في الرؤية من مسافة قريبة حيث يضاف خلل بصري في
الرؤية من مسافة بعيدة (قصر النظر، طول النظر أو اللابؤرية) .
النظارات
الطبية تؤدي إلي إضافة للرؤية القريبة تتراوح ما بين +0،50 حتي + 3 ديوبتر.. وهذا
يعني ضرورة إضافة عدسة محدبة من 0،50+ حتي + 3 لتصحيح الرؤية البعيدة
للقراءة.
وتزيد
إضافة عدسة لامة من طاقة العين البصرية للقراءة، ويتم تحديد هذه العدسة اعتمادا
على مسافة الرؤية، فالشخص الذي يعمل أو يقرأ من مسافة بعيدة سوف يحتاج إلى إضافة
أقل من شخص يمسك بكتاب أو صحيفة من مسافة أبعد.
آفات
العدسة:العدسة هي التي تتسبب في شيخوخة البصر، وهي العدسة التي توجد داخل العين
وراء القرنية (وهي عبارة عن نسيج شفاف يغطي العين عند مستوي القزحية والحدقة) .
وهذه
العدسة مثل البؤرة الذاتية لآلة الكاميرا تماما حيث تصاب بتغيرات تلقائية من خلال
جميع العضلات الصغيرة التي تشدها إلي أعلي حين تتقلص وبالتالي تتسطح عن طريق
الارتخاء والانكماش ومن ثم فما نراه يكون واضحا، ويحدث تكيف العين دائما.
ومع
التقدم في العمر، تصبح العدسة أكثر جمودا ويكون تكيف العين سيء ومؤلم خصوصا عند
الرؤية عن قرب.
متي يجب ارتداء النظارات الطبية؟
منذ
الولادة تبدأ العدسة في فقدان مرونتها وحتى حوالي سن 40 لا تسبب شيخوخة البصر أية
إعاقة، ولكن بداية من سن 40- 45 سنة يبدأ الشخص في”مد” ذراعيه للقراءة أو ليلضم
إبرة ويقف بالقرب من النافذة للحصول علي ضوء جيد، وأيضا ينزعج هؤلاء الأشخاص من
انعكاسات الضوء.
وابتداء
من وقت معين، فإنه بالطبع ينبغي الذهاب إلى طبيب العيون لوصف النظارات الطبية،
وهذا يعني أن الوقت قد حان لإجراء تقييم بصري كامل.
أما
إذا لم ترتد نظارات من قبل أو أنك لا تعاني من مشكلة بصرية من قبل فهذا أمر جيد،
ولكن هل ذهبت إلى طبيب عيون في أي وقت مضى؟
عدد
قليل جدا من الناس لا يضطرون إلى ارتداء النظارات في سن معين، والذين يعانون من
قصر النظر يرون تحسنا في بداية شيخوخة البصر، وتظل شيخوخة البصر خفيفة لفترة من
الوقت.
مرض “الساد”(تكَشُّف في عدسة العين يمنع الإبصار) :
وهو
مرض يؤدي إلى قصر النظر بشكل معين مما يقلل من شيخوخة النظر، وبداية شيخوخة البصر
أمر لا مفر منه ولكن إذا كنت مرتاحا للقراءة دون نظارات، فلن تصاب عينيك بتلف بعد
ذلك لكن عندما تصبح القراءة متعبة بحيث يحدث شد للعين وإجهاد لها، فعليك إذا
بارتداء نظارات طبية، فهذا الأمر سوف يغير حياتك.
النظارات النصف قمرية half moon
glass ، العدسات
متوسطة المدي، العدسات المتدرجة :
نظارة (نصف قمر( half moon glass
عندما يصف لك الطبيب النظارات في البداية قد تنخفض رؤيتك من
قريب ولكن الأمر ليس مقلقا، لأنه من الممكن التخلي عن النظارة في معظم الأوقات.
وسوف
يصف لك نظارة خاصة لترتديها للقراءة فقط (النظارة نصف قمر)، وفي البداية ستظل
النظارة على طاولة السرير الخاص بك دون أن تهتم بارتدائها، وهذا أمر تقليدي.
وهذه
العدسات المستطيلة لن تسمح لك بالنظر علي مسافات بعيدة، فإذا أردت أن تنظر أبعد من
حوالي 30 سم فيجب عليك أن تنظر من أعلى النظارة أو تخلعها.
بعد
ذلك، تأخذ شيخوخة البصر في التفاقم ومن ثم تصبح نظارتك ضرورية علي نحو متزايد،
فسوف يصعب عليك مشاهدة مفاتيح هاتفك الخلوي والعمل على شاشة الكمبيوتر أو قراءة
نشرة الدواء، في الواقع ستكون الرؤية من مسافة قريبة مستحيلة ومن مسافة متوسطة 1-3
متر ستكون أمرا شاقا.
واليوم
النظارات متوسطة المدي متوفرة، وهي عملية للغاية ولكنها لا تسمح بالرؤية لما هو
أبعد من 3 أقدام، ولابد من خلع النظارة الخاصة بك للقيام بذلك.
أما
العدسات المتدرجة (ثنائية البؤر) فتسمح لك أن تبقى مرتديا نظارتك في كل وقت، فبعد
مضي فترة التكيف لبعض الوقت لن تتخلي عنها، إنها ضرورية إذا كنت تعاني من طول
النظر، أو اللابؤرية، أو قصر النظر بالإضافة إلى شيخوخة البصر.
العدسات الخاصة بشيخوخة البصر:
يمكن أيضا أن توصف العدسات للذين يعانون من
شيخوخة البصر، إنها العدسات المتدرجة أو العدسات ثنائية البؤر، والجزء السفلي من
العدسات يمكن أن يسمح بالرؤية القريبة والجزء العلوي من بعيد. وفي بعض الأحيان،
يصف بعض أطباء العيون عدستان مختلفتان: عدسة لعين واحدة للرؤية القريبة، وعدسة في
العين الأخري للرؤية عن بعد.
الجراحة:
يمكن
علاج قصر النظر، الاستجماتيزم (اللابؤرية) وبعد النظر من خلال شعاع الليزر حيث
يعيد جراح العيون تشكيل القرنية وتكون النتائج في العموم جيدة.
-
يمكن تصحيح طول البصر عن طريق عملية جراحية بواسطة الليزر(presby-lasik) حيث
تسمح بتعدد بؤر القرنية مع مناطق ذات قوى مختلفة مثل العدسة التدريجية.
ويقوم
الليزر بتغيير انحناء القرنية لزيادة قوتها البصرية وعمق ميدان الرؤية للسماح
بالقراءة، ويتم التعامل مع العينين بشكل مختلف للسماح بالرؤية من مسافة بعيدة،
متوسطة وقريبة، والأمر يتطلب دراسة متأنية وجراحة أولية وفقا للاحتياجات الفردية.
ويتم تأثير الليزر لتصحيح طول البصر من خلال انتفاخ القرنية مع مناطق مركزية
متعددة تتراوح من الأحمر إلى اللون الأخضر، فيصبح للقرنية انتفاخ مختلف تبعا
للمكان الذي ينظر منه الشخص، حيث تصبح القرنية متعددة البؤر أمام صورة العدسة
المتدرجة، ومن ثم يسمح هذا التعدد للبؤر بالرؤية البعيدة والرؤية المتوسطة
والقراءة، وبالتالي يتم تصحيح طول البصر.
ويمكن
تعويض طول البصر أيضا وفقا لمبدأ أحادية الرؤيةmonovision))
فيمكن ترك إحدى العينين أو جعلها قصيرة النظر قليلا للسماح
بالقراءة.
ويمكن
تصحيح طول البصر جراحيا من خلال الزرع التدريجي في العين، ويشار إلي أن عمليات
الزرع قد حققت مؤخرا تقدما كبيرا وأعطت شعورا بالارتياح، أما في حالة شيخوخة البصر
فالأمر أكثر تعقيدا قليلا حيث تتركز المشكلة في العدسة، ولكن الآن العملية
تبدو فعالة.
تصحيح
قصر البصر بواسطة العدسات اللاصقة التدريجية: تتيح العدسات اللاصقة الرؤية من جميع
المسافات، وغالبا ما يكون التكيف معها صعبا أو مستحيلا، مما يتطلب من الفرد
تقديم تنازلات بصرية مع قبول رؤية غير واضحة تماما وبعض الوقت ليعتاد عليها. وقد
تكون هناك صعوبة في استعمال العدسات أو نقص في الدموع في سن شيخوخة البصر
مما قد يسبب الفشل في استخدامها.
وتيرة تغيير النظارات:
بشكل
عام لا بد من تغيير النظارات كل سنتين، وأحيانا في فترة أقل لتلافي تجاوز فترة
الصلاحية أو تلفها.
نظارات الصيدلية تقدم دعما قيما:
النظارات
متوسطة المدي مرتفعة الثمن، والمتدرجة أكثر ارتفاعا، فما دمت لا تحتاج إلي تصحيح
لا سيما خارج شيخوخة البصر في مرحلة البداية، فإنه يبدو من المفيد شراء نظارات
تتلائم مع التصحيح الخاص بك من الصيدلية، ويمكن سؤال الصيدلي وبيان طلبك له.
وإذا
سببت لك هذه النظارات صداعا ولو بشكل عرضي، فإن الوقت قد حان للذهاب إلى طبيب
العيون ليصف لك النظارة الضرورية.
هذه
العدسات المتوفرة في الصيدلية تمثل دعما جيدا، ففي بعض الأحيان قد تفتقد نظارتك
(سواء تنساها أو تتركها في غرفة أخرى)، لذلك فهذه النظارات الموجودة بالصيدلية غير
مكلفة ويمكن أن يكون لديك عدة أزواج منها في المنزل أو في أماكن مختلفة، بل يمكنك
أن تشتري زوجا من العدسات عندما تكون في مكان بعيد.
الأنشطة المهنية:
ينبغي
أن يكون تصميم النظارات ملائما للأعمال أو الأنشطة التي تمارسها؛ فالطيار على سبيل
المثال ينظر كثيرا إلي شاشات موجودة في الجزء العلوي من قمرة القيادة وسوف يحتاج
إلى نظارات مختلفة عن تلك التي يحتاج إليها طبيب الأسنان أو عازف الكمان.
ولا
تتردد في التحدث مع طبيب العيون الخاص بك وأخصائي العيون عما تعانيه بالتفصيل.جرب
أنواعا مختلفة من النظارات، والاختبارات المجانية،وفي بعض الأحيان إذا كانت لديك
أنشطة متعددة، قد يكون من الضروري أن تستخدم عدة أزواج من النظارات.
تذكر جيدا:شيخوخة
البصر تؤثر على الجميع بشكل متفاوت بمجرد أن يتعب البصر ولا تكون القراءة ممتعة،
فالتصحيح مفيد من خلال النظارات.