مرض
الزهايمر هو أحد أشكال اضطرابات العقل التي تصيب كبار السن وهذا المرض يؤثر على
أجزاء من المخ التي تتحكم في التفكير والذاكرة واللغة. هذا المرض عادةً يبدأ من سن
الـ60 وتزداد احتمالات حدوثه مع كبار السن. وقد سمى بهذا الأسم نسبة إلى عالم
ألماني أسمه ألوى ألزهايمر وكان هذا العالم قد اكتشف سنة 1906 بعض التغيرات في
نسيج المخ لدى امرأة توفيت بمرض عقلي غير معروف .
أسباب المرض:
إلى الآن لم يتوصل العلماء إلى سبب واضح لهذا
المرض ولكن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالات حدوثه. أولها السن وثانيها التاريخ
المرضى للأسرة فقد يكون هناك سبب وراثي لحدوث هذا المرض ولكن يعكف العلماء على
دراسة عوامل أخرى مثل التعليم – البيئة – الفيروسات فربما يكون أحد هذه العوامل من
مسببات مرض الزهايمر.
وفي
هذا الصدد، أعلنت مجموعة من العلماء الذين يجرون تجارب على علاج مرض الزهايمر عن
اكتشاف خمسة أنواع جديدة من الجينات لها علاقة بالمرض.
ويأمل
هؤلاء العلماء أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى معرفة الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص أكثر
عرضة للإصابة بهذا المرض الذي يؤدي إلى فقدان جزئي للذاكرة والذي لم يتوفر علاج له
حتى الآن.
وقد
قامت مجموعة من العلماء في بريطانيا والولايات المتحدة بجمع نتائج الأبحاث التي
أجروها على حوالي 60 ألف شخص من شتى أرجاء العالم إلى أن توصلوا إلى رصد خمس جينات
أساسية تلعب دوراً في إفراز الدهون والكوليسترول في الجسم تؤثر على المخ، ولا يوجد
فحص حاليا للاستدلال على إمكانية الإصابة بمرض ألزهايمر أو علاج ناجع له.
ويبذل الخبراء جهوداً للتوصل إلى سبل للوقاية
من المرض أو على الأقل إبطاء تطور الأعراض، ومع أن هناك الكثير من العلاجات
واللقاحات المرشحة للوقاية من المرض، إلا أن الاستخدام الناجع لها صعب لأن تشخيص
المرض يجري بعد أن يكون قد وصل مراحل متقدمة يصعب معها علاجه.
أعراض المرض:
مرض
ألزهايمر يبدأ ببطء فهو يبدأ بفقدان بسيط في الذاكرة متمثلا في نسيان الأحداث
القريبة – نسيان بعض أسماء الأشخاص المقربين ونسيان أسماء الأشياء – بعض العمليات
الحسابية البسيطة قد تصبح معضلة.
ثم
يبدأ المرض يزداد تدريجياً وتصبح الأعراض أكثر صعوبة وقد ينسى المريض كيفية بعض
الأعمال البسيطة مثل غسل الأسنان أو تمشيط الشعر.
وقد
يواجه مشاكل في اللغة مثل نسيان بعض الكلمات البسيطة. ثم يبدأ المريض يفقد الإحساس
بالوقت والمكان وقد يتوه في الشارع الذي يقيم فيه ولا يعرف كيف يصل إلى منزله. كما
يفقد المريض القدرة على الحكم على الأشياء. فقد يلبس ملابس ثقيلة في الصيف وقد
يصرف كثير من الأموال بدون طائل. ويخطئ مريض الزهايمر في وضع الأشياء في أماكنها
المعروفه، فقد يضع المكواة في الثلاجة.
وقد
تحدث للمريض تغيرات مزاجية شديدة ومفاجئة كأن ينتقل فجأة من حالة الهدوء إلى
البكاء ثم الغضب بدون أسباب واضحة لذلك.
كما
تحدث له تغيرات مفاجأة في الشخصية كأن يصبح نزاع إلى الشك أو يصبح خائفاً. ويفقد
المريض الحماس لأي شئ ويصبح سلبياً فقد يجلس بالساعات أمام التليفزيون وقد ينام
فترات طويلة.
وعندما
تظهر على المريض كل أو بعض هذه الأعراض فأنه يجب أن يسعى للمشورة الطبية للعلاج.
ومرض ألزهايمر ليس له علاج إلى الآن ولكن هناك بعض العقاقير التي تؤدى إلى التحكم
في بعض الأعراض مثل الأرق والقلق والاكتئاب وقد تؤخر من تقدم المرض . والأبحاث
مستمرة.
وكما
نرى من أعراض هذا المرض أن مريض ألزهايمر يحتاج إلى من يرعاه طوال اليوم ويحتاج
رعاية وعناية خاصة من الناحية التغذوية. فالتغذية الجيدة والصحية ضرورية لاكتساب
الطاقة والقوة كما أنها أساسية لمقاومة الأمراض.
كثير
من مرضى الألزهايمر يعانون مشاكل خاصة بالأكل والتغذية قد يكون السبب طقم أسنان
غير سليم أو يكون هناك مشكله في البلع وقد يكون هناك حاله من فقدان الشهية.
ونتيجة للتغيرات التي تحدث في المخ لدى مريض
الألزهايمر فأن المراكز التي تتحكم في الشهية تتأثر ويبدأ المريض:
1- لا يتعرف على الجوع أو العطش.
2- يكره طعم ورائحة بعض الأكلات التي كان يحبها من
قبل.
3- ينسى يأكل.
4- قد لا يلاحظ أن الطعام ساخناً ويأكل فيحرق
لسانه وفمه.
5- وفى بعض الحالات المتأخرة من المرض قد يأكل
أشياء غريبة مثل الصابون السائل أو أوراق النباتات.
ولذلك فأن الراعي لمريض الألزهايمر يجب أن يكون
واعياً لكل هذه المشاكل ويأخذ احتياطا ته من حيث مراقبة المريض جيداً فلا يضع
أمامه أكل ساخن أو أشياء ضارة.
وهناك عدة نقاط خاصة بتغذية مريض الألزهايمر يجب
أن يراعيها الأشخاص المنوط بهم رعاية المريض للتغلب على حالة فقدان الشهية ورفض
الأكل.
1- يجب أن يكون الأكل في أوقات منتظمة.
2- تقدم كميات محدودة من الطعام وتكون مفيدة
ومختلفة في الملمس واللون.
3- ومن الممكن وضع نوع واحد من الأكل في الطبق في
كل مرة.
4- ويفضل أن يكون الطبق أبيض سادة حتى لا ينشغل
المريض بالألوان أو الرسومات في الطبق.
5- يفضل أن يكون الأكل على هيئة أصابع أو أشياء
صغيرة يمسكها أو ساندويتشات.
6- لا نقدم 3 وجبات رئيسية ولكن نقدم عدة وجبات
خفيفة وصغيرة على مدار اليوم أو نقدم وجبات أضافية بين الوجبات الرئيسية.
7- يجب إزالة كل ما قد يلهو عن الطعام مثل
تليفزيون – راديو – ويكون الجو هادئ أثناء الأكل.
8- من المفضل أن نأكل مع المريض لنشجعه على الأكل
ونساعد على زيادة شهيته.
9- لا يقدم الطعام أو الشراب ساخناً.
10- يجب مراعاة الحالة الصحية للمريض . إذا كان
مريض سكر لا نضع سكر كثير في الأكل وإذا كان مريض ضغط لا نسرف في استخدام الملح.
إذا كان هناك مشاكل في البلع
فيمكن التغلب على ذلك بالاتي:
- يمكن ضرب الطعام في الخلاط أو إعطاء المريض مشروب إلى جانب قطع صغيرة من الطعام المقدم.- يمكن استبدال الفواكه الصحيحة بالعصائر الطازجة أو استخدام الجيلي أو الفواكه المسلوقة.- يقدم للمريض بطاطس مسلوقة ومهروسة بدلاً من أصابع البطاطس المقلية.- تقدم اللحمة في شكل قطع صغيرة في حجم الفم أو مفرومة مع الخضار المطبوخ.- يجب إفراد وقت كافي للطعام وإعطاء المريض فرصة للبلع قبل تقديم ملعقة أخرى.- يجب أن يجلس المريض بزاوية °90 ولا يأكل مضطجعاً حتى لا يرد الأكل من حلقة.
- يمكن ضرب الطعام في الخلاط أو إعطاء المريض مشروب إلى جانب قطع صغيرة من الطعام المقدم.- يمكن استبدال الفواكه الصحيحة بالعصائر الطازجة أو استخدام الجيلي أو الفواكه المسلوقة.- يقدم للمريض بطاطس مسلوقة ومهروسة بدلاً من أصابع البطاطس المقلية.- تقدم اللحمة في شكل قطع صغيرة في حجم الفم أو مفرومة مع الخضار المطبوخ.- يجب إفراد وقت كافي للطعام وإعطاء المريض فرصة للبلع قبل تقديم ملعقة أخرى.- يجب أن يجلس المريض بزاوية °90 ولا يأكل مضطجعاً حتى لا يرد الأكل من حلقة.
نوعيات الأطعمة المطلوبة لمريض الزهايمر:
يجب أن يكون الطعام المقدم لمريض الزهايمر غنى
ببعض العناصر الضرورية لصحة المخ مثل حمض الفوليك – فيتامين هـ – فيتامين جـ –
فيتامين ب6 وب12. ومعدن السيلينيوم.
مصادر هذه العناصر:
- فيتامين جـ موجود في: الموالح
مثل الليمون، البرتقال، اليوسفي، الجوافة، الموز، الفراولة، التفاح.والخضروات مثل
الجزر، الطماطم، البازلاء، الفلفل الأخضر، أما الخضروات الوراقية الخضراء مثل
السبانخ،الجرجير،المقدونس، الكرنب.
- فيتامين هـ موجود في: الزيوت
النباتية مثل زيت الذرة، القرنبيط، الفول السوداني، المانجو، الكيوى، السبانخ.
- حمض الفوليك موجود في: الخضروات
الورقية الخضراء مثل السبانخ – الخس، أما البقول مثل اللوبيا، الفول، البازلاء،
الخبز الاسمر، القمح، البرتقال، الكانتلوب، الموز، البيض، الكبده، الفول السودانى.
- فيتامين ب6 موجود في: اللحوم
مثل الفراخ واللحم البقري، الأسماك مثل السلمون والتونة المعلبة، السبانخ،
البطاطس، الموز، القمح.
- فيتامين ب12 موجود في: اللبن
ومنتجاته مثل الزبادي والجبن الشيدر، البيض، الفراخ، اللحمة، الكبدة،الأسماك مثل
السلمون والتونة المعلبة، القمح.
- السيلينوم موجود في : الجبن
الشيدر، الجبن القريش، البيض،اللحمة والكبدة، التونة المعلبة فى الزيت، الخبز
الأسمر، المكرونه، القمح.
هل أنت مريض بالزهايمر؟
وفي دراسة مصرية جادة لوضع اختبارات لتقييم
القدرات المعرفية والعقلية بمرضي الزهايمر قدمها فريق من كلية طب الأزهر وعين شمس,
أمام المؤتمر العالمي السادس حول الخرف “العته” ببرشلونة بأسبانيا, قدمت مبادئ
لاختبار باللغة العربية يتسم بالدقة والثبات في تقيم الوظائف المعرفية للمرضي.
وذلك
في 5 خطوات فقط وفي زمن أقل مقارنه بمثيله من الاختبارات الدولية كاختبار
“فولشتين”, الذي يضم30 سؤالاً تتم الإجابة عليها في زمن قدره10 دقائق, وكذلك مقياس
التدهور الكلي والذي يقدم صورة كلية لتدهور المريض من حيث اللغة والأداء, ولكنه
يفتقر إلى قياس الفروق الشخصية.
أما
الاختبار موضوع الدراسة فيشتمل على خمس أسئلة بسيطة ولكنها دقيقة, يوضحها الدكتور
مجدي دهب أستاذ الأعصاب بطب الأزهر ورئيس الفريق البحثي, في 5 محاور منها سؤال في
أي يوم وشهر أنت الآن؟ وتظهر فيه قدرة المريض علي إدراك الزمن.. وبعدها يتم
الانتقال لاختبار حسابي بسيط بجمع أو طرح رقمين ويليها طلب تحديد الجهة اليمين من
اليسار بشكل غير مباشر مثل “المس أذنك اليمين بيدك اليسرى.”
أما
الاختبار الرابع فيطلب منه ذكر عشرة أسماء لفاكهة أو ألوان أو عشر حيوانات، وأكد
أن الإجابة التي تقل عن خمس أسماء تعني أن هناك مشكلة فى الذاكرة ويجب اللجوء
لطبيب معالج، أما الاختبار الخامس فيتلخص فى ذكر النصف الأول من مثل شعبي ويترك
للمريض إكماله بالنصف الآخر ويساله ماذا يعني هذا المثل للتاكد من أن قدرته على
فهم ماوراء الكلمات ماتزال فى درجتها الطبيعية.
وأوضح
دهب أن مخ الإنسان مقسم بدقة إلى أجزاء وكل جزء مسئول عن وظيفة محددة وهذه الأسئلة
توضح أى جزء فى المخ مصاب ودرجة الإصابة وبالتالي كيفية العلاج، مضيفاً أن الفص
الجبهى فى المخ مسئول عن الحركة وإتخاذ القرار والفصيين الصدغين فوقا الأذنين
مسئولان عن الذاكرة وحفظ المعلومات.
وأضاف
دهب أن نسبة انخفاض الذاكرة تكون 17 % بين ماتفوق أعمارهم الخامسة والستين وتصل
لـ27 % بين كبار السن فوق الخامسة والسبعين وهى نسبة عالية وتختلف فى صورها بين
عادة الكلام أكثر من مرة من المريض وطلب الشئ أكثر من مرة حتى بعد الحصول عليه
وعدم إدراكه لذاته من هو أو ماذا يريد وهناك من تذهب حالتهم إلى تصورات تعرضهم
للسرقة بشكل مستمر بسبب نسيان أماكن مقتنياتهم.
وهذا
الاختبار قد شارك في إعداده وتطبيقه على المرضي فريق بحثي ضم الدكتورة فاطمة وهبة
أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس, ومجموعة من أطباء الأمراض العصبية بطب الأزهر
يساعد الطبيب في تشخيص الخرف ومناطقه بالمخ كالتعرف علي إصابة مناطق الكلام في
حالات التلعثم, أو الإدراك في حالات فقد الاتجاهات, أو إصابة مخزن الذاكرة.
وقد
ساهم الاختبار الجديد في تجمع الكثير من العلامات المرضية, وفي وقت قياسي لا يتعدي
دقيقتين ونصف الدقيقة ويقل كثيراً عن مثيله من الاختبارات, إلي جانب توافق الأسئلة
مع الثقافة العربية, ويظهر ذلك بوضوح في السؤال الخامس, إلي جانب عدم الحاجة
لتعريبه, وتجري حالياً معايرة الاختبار محلياً بقسم الإحصاء بالمركز القومي
للامتحانات بإشراف الدكتور السعيد عبد الخالق وعلماء النفس وطب الأعصاب, للوصول
إلى درجة الثبات في دقه التشخيص, وذلك لبداية معايرته عالمياً من جانب الجمعية
الأمريكية للطب النفسي خلال عام 2010.
ويؤكد
الأطباء أن من يقوم برعاية مريض الزهايمر هو الذي يواجه محنة, وظروفاً تدعوه إلي
سرعة التصرف, وينصحه بأن يكون هادئا, وعدم التسرع في إبداء رد الفعل, وألا يقدم
للمريض اختيارات بل يحدد ما يراه هو مناسب دائما, وإتباع الأسلوب المباشر للحديث
والنظر في عين المريض, على أن يقوم بترتيب مكان إقامته بطريقة تضمن سلامته,
واستخدام الأسلوب البسيط في الحوار, أو أسلوب اللمس, والحافظ علي وعوده وتشجيعه,
والتحدث من أمام المريض حتي لا يربكه ويثير حفيظته, والأهم من ذلك كله أن يعامل
المريض بحب واحترام.