||

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الإعجاز العلمي فى السنة النبوية

إسلاميات

الصحة العامة

التغذية السليمة

الصحة النفسية

» » » حاجة الإنسان الى ركن شديد يأوي إليه ، العقيدة والقوة الروحية
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم



هناك حاجات تقتضيها حياة الإنسان وآماله فيها ، وآلامه بها ، حاجة الإنسان إلى ركن شديد يأوي إليه ، وإلى سند متين يعتمد عليه ، إذا ألمت به الشدائد ، وحلت بساحته الكوارث ، ففقد ما يحب ، أو واجه ما يكره ، أو خاب ما يرجو، أو وقع به ما يخاف ، هنا تأتي العقيدة الدينية ، فتمنحه القوة عند الضعف ، والأمل في ساعة اليأس ، والرجاء في لحظة الخوف ، والصبر في البأساء والضراء ، وحين البأس .
 إن العقيدة في الله وفي عدله ورحمته ، وفي العوض والجزاء عنده في دار الخلود ، تهب الإنسان الصحة النفسية والقوة الروحية ، فتشيع في كيانه البهجة ، ويغمر روحه التفاؤل ، وتتسع في عينه دائرة الوجود ، وينظر إلى الحياة بمنظار مشرق ، ويهون عليه ما يلقى وما يكابد في حياته القصيرة الفانية ، ويجد من العزاء والرجاء والسكينة ما لا يقوم مقامه ولا يغنى عنه علم ولا فلسفة ولا مال ولا ولد ولا ملك المشرق والمغرب .
 ورضي الله عن عمر إذ قال : ” ما أصبت بمصيبة إلا كان لله علي فيها أربع نعم ، أنها لم تكن في ديني ، وأنها لم تكن أكبر منها ، وأنني لم أحرم الرضا عند نزولها ، وأنني أرجو ثواب الله عليها ” .
أما الذي يعيش في دنياه بغير دين ، بغير إيمان ، يرجع إليه في أموره كلها وبخاصة إذا ادلهمت الخطوب ، وتتابعت الكروب ، والتبست على الناس المسالك والدروب ، يستفتيه فيفتيه ويسأله فيجيبه ، ويستعينه فيعينه ، ويمنحه المدد الذي لا يغلب ، والعون الذي لا ينقطع .
إن الذي يعيش بغير هذا الإيمان يعيش مضطرب النفس ، متحير الفكر ، مبلبل الاتجاه ، ممزق الكيان ، شبهه بعض فلاسفة الأخلاق بحال ( راقاياك ) التعس ، الذي يحكون عنه أنه اغتال الملك ، فكان جزاؤه أن يربط من يديه ورجليه إلى أربعة من الجياد ، ثم ألهب ظهر كل منها ، لتتجه مسرعة ، كل واحد منها إلى جهة من الجهات الأربع ، حتى مزق جسمه شر ممزق .
هذا التمزق الجسمي البشع مثل للتمزق النفسي الذي يعانيه من يحيا بغير دين ، ولعل الثاني أقسى من الأول وأشد في نظر العارفين المتعمقين ، لأنه تمزق لا ينتهي أثره في لحظات ، بل هو عذاب يطول مداه ، ويلازم من نكب به طول الحياة . ولهذا فإن الذين يعيشون بغير عقيدة راسخة يتعرضون أكثر من غيرهم للقلق النفسي ، والتوتر العصبي ، والاضطراب الذهني ، وهم ينهارون بسرعة إذا صدمتهم نكبات الحياة ، فإما انتحروا انتحارا سريعا ، وإما عاشوا مرضى النفوس ، أمواتا كالأحياء . وهذا ما يقرره علماء النفس وأطباء العلاج النفسي في العصر الحديث وهو ما سجله المفكرون والنقاد في العالم كله .
 يقول المؤرخ الفيلسوف ( آرنولد توينبى ) : ” الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية ، وحسبنا القول بأن افتقار المرء للدين يدفعه إلى حالة من اليأس الروحي ، تضطره إلى التماس العزاء الديني على موائد لا تملك منه شيئا ” .
ويقول الدكتور ( كارل بانج ) في كتابه ( الإنسان العصري يبحث عن نفسه ) : ” إن كل المرضى الذين استشاروني خلال الثلاثين سنة الماضية ، من كل أنحاء العالم ، كان سبب مرضهم هو نقص إيمانهم ، وتزعزع عقائدهم ولم ينالوا الشفاء إلا بعد أن استعادوا إيمانهم”.
 ويقول ( وليم جيمس ) فيلسوف المنفعة والذرائع : ” إن أعظم علاج للقلق ـ ولا شك ـ هو الإيمان” . ويقول الدكتور ( بريال ) : ” إن المرء المتدين حقا لا يعاني قط مرضا نفسيا ” .
 ويقول ( ديل كارنيجي ) في كتابه ( دع القلق وابدأ الحياة ) : ” إن أطباء النفس يدركون أن الإيمان القوي والاستمساك بالدين ، كفيلان بأن يقهرا القلق ، والتوتر العصبي ، وأن يشفيا من هذه الأمراض ” . وقد أفاض الدكتور( هنري لنك ) في كتابه ( العودة إلى الإيمان ) في بيان ذلك والتدليل عليه بما لمسه وجربه من وقائع وفيرة ، خلال عمله في العلاج النفسي .

ولا شك أن التمسك بالدين الإسلامي وبكل ما جاء به يمنح الفرد الإيمان الكامل ، والذي تتولد عنه الصحة النفسية في أعلى مستوياتها .

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

عالم المجرات والكواكب

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

Twitter Feed Facebook Google Plus Youtube

ثقافة ومعلومات